كميل بن زياد النّخعيّ
من أعاظم خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام وأصحاب سرّه، وُلِد باليمن في السّنة السّابعة قبل الهجرة، أسلم صغيرًا وأدرك النّبيّ‘، لكنّه لم يره، كان من سادات قومه، وكانت له مكانة ومنزلة عظيمة عندهم، وكان رضي الله عنه من صحابة الإمام عليّ عليه السلام وشيعته وخاصّته ومحبّيه، إنّه العبد الصّالح كميل بن زياد النّخعيّ.
كان كميل بن زياد رضي الله عنه على مستوى رفيع من العلم والمعرفة والفضيلة، وقد شهد كميل عناية أمير المؤمنين عليه السلام الخاصّة، فقد كان يخرج معه في جوف اللّيل إلى الصّحراء للمناجاة، كما بثّه بعضًا من حكمه وأسراره، وأوصاه عددًا من الوصايا.
مواقفه:
- وقف مع مالك الأشتر وجماعة من أهل الكوفة بوجه سعيد بن العاص والي الكوفة حيث نفاهم إلى الشّام، ومن الشّام أُعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص، ثمّ عادوا إلى الكوفة، بعد خروج واليها منها.
- دخل كميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم، وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها.
- بايع أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ×، وأخلص في البيعة، وكان من ثقاته، فلازمه وأخذ العلم منه، واختصّه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها، وهو الدّعاء المعروف اليوم بـ (دعاء كميل)، لهذا قال عنه علماء الرّجال، إنّه حامل سرّ الإمام علي عليه السلام.
- اشترك مع الإمام علي عليه السلام في صفّين.
- نصّبه الإمام علي عليه السلام عاملاً على بيت المال مدّة من الزمن، وعيّنه واليًا على هيت وهي مدينة عراقية تقع على نهر الفرات، فتصدّى لمحاولات معاوية الّتي كانت تهدف إلى السّيطرة على المناطق الّتي كانت تحت سلطة الإمام علي عليه السلام.
- بايع الإمام الحسن عليه السلام بعد استشهاد الإمام عليعليه السلام.
شهادته: عندما وُلّيَ الحجّاج ولاية العراق، طلب كميل بن زياد فهَرَب منه، فحَرَم قومَه عطاءَهم. ولمّا رأى كميل ذلك قال: أنا شيخٌ كبيرٌ وقد نفد عمري، ولا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم. فخرج، فَدَفَع بيده إلى الحجّاج، فلمّا رآه قال له: لقد كنتُ أُحبّ أن أجد عليك سبيلًا.
- أجابه كميل: لا تصرفْ علَيّ أنيابك ولا تهدم عَليّ، فَوَاللهِ ما بقيَ من عمري إلاّ مِثلُ كواسر الغبار، فاقضِ ما أنت قاضٍ فإنّ الموعدَ لله، وبعد القتل الحساب! وقد أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام أنّك قاتلي.
- فردّ الحجّاج: الحُجّة عليك إذن.
- عندها قال كميل: ذاك إذا كان القضاءُ إليك.
ثمّ التفت الحجّاج إلى جلاوزته فنادى به: إضربوا عنُقَه، فضُرِبت عنقه.
ودفن في ظهر الكوفة في منطقة تدعى الثّويّة، وكان ذلك في عام 82 هـ، وما زال ضريحه مقصدًا، لكلّ من تشرّف بزيارة المولى أمير المؤمنين علي عليه السلام.
سلام على كميل حافظ سرّ الوليّ