12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> من مواعظ وإرشادات الإمام جعفر الصادق عليه السلام

من مواعظ وإرشادات الإمام جعفر الصادق عليه السلام
من وصاياه وإرشاداته عليه السلام:

عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصني فقال لي عليه السلام: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ لملوك ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيئ الخلق، فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله زدني، فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمناً، وارض بما قسم الله لك تكن غنياً، وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلماً، ولا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عز وجل، فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله زدني ، فقال لي عليه السلام : يا سفيان من أراد عزاً بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته، فقلت: زدني يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لي عليه السلام: يا سفيان أمرني والدي عليه السلام بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي عليه السلام: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني فقال عليه السلام:
عود لسانك قول الخير تحظ به **** إنّ اللّسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له **** في الخير والشر فانظر كيف تعتاد

 


من مواعظه عليه السلام :

- عن هارون ، عن ابن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم عليها؟ وإلى أسرارنا كيف خفظهم لها عند عدونا؟ وإلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها؟

- "الصلاة قربان كلّ تقيّ".

- "استنزلوا الرزق بالصدقة".

- "صلة الأرحام منسأة (مطيلة) في الأعمار ، وحسن الجوار عمارة للدنيا ، وصدقة السرّ مثراة للمال".

- "الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة ، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله".

- " أحبُّ إخواني إليَّ من أهدى إليَّ عيوبي".

- "من خالط السفهاء حُقّر ومن خالط العلماء وُقِّر ، ومن دخل مداخل السوء اتُّهم".

- كن لكتاب الله تالياً وللسلام فاشياً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، ولمن قطعك واصلاً، ولمن سكت مبتدئاً، ولمن سألك معطياً، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإياك والتعرّض لعيوب الناس، فمنزلة المعترّض لعيوب الناس كمنزلة الهدف

- كلّ رياء شرك إنّه من عمل للنّاس كان ثوابه على الناس، ومن عمل للّه كان ثوابه على اللّه.

- إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله ، فمن نصرهما نصره الله ومن خذلهما خذله الله.

مناظرته في صدقة:

ولقد كانت بين الصادق عليه السلام وبين جاهل يدّعي العلم مناظرة في صدقة يحدّثنا عنها الصادق عليه السلام نفسه فيقول:
إِن من اتّبع هواه واُعجب برأيه كان كرجل سمعتُ غثاء الناس تعظّمه وتصفه، فأحببت لقاءه حيث لا يعرفني، فرأيته قد أحدق به كثير من غثاء العامّة، فما زال يراوغهم حتّى فارقهم ولم يقر فتبعته، فلم يلبث أن مرَّ بخبّاز فتغفّله وأخذ من دكّانه رغيفين مسارقة، فتعجّبت منه، ثمّ قلت في نفسي: لعله معاملة، ثمّ أقول: وما حاجته إِذن الى المسارقة، ثمّ لم أزل أتبعه حتّى مرَّ بصاحب رمّان، فما زال به حتّى تغفّله فأخذ من عنده رمّانتين مسارقة، فتعجّبت منه ثم قلت في نفسي: لعلّه معاملة، ثمّ أقول: وما حاجته إِذن إِلى المسارقة، ثمّ لم أزل أتبعه حتّى مرَّ بمريض فوضع الرغيفين والرمّانتين بين يديه. ثمّ سألته عن فعله فقال: لعلّك جعفر بن محمّد، قلت: بلى، فقال لي: وما ينفعك شرف أصلك مع جهلك؟ فقلت: وما الذي جهلت منه؟ قال: قول اللّه عزّ وجل «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيّئة فلا يجزى إِلا مثلها» وإِني لمّا سرقت الرغيفين كانت سيّئتين، ولمّا سرقت الرّمانتين كانت سيّئتين، فهذه أربع سيّئات فلما تصدَّقت بكلّ واحدة منها كان لي أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيّئات وبقي لي ستّ وثلاثون حسنة، فقلت: ثكلتك أُمّك أنت الجاهل بكتاب اللّه، أما سمعت اللّه تعالى يقول «إِنما يتقبّل اللّه من المتّقين» إِنك لمّا سرقت رغيفين كانت سيّئتين، ولمّا سرقت رمّانتين كانت أيضاً سيّئتين، ولمّا دفعتها الى غير صاحبها بغير أمر صاحبها كنت إِنما أضفت أربع سيّئات الى أربع سيّئات، ولم تضف أربعين حسنة الى أربع سيّئات، فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته.
قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يَضلّون ويُضلّون.

من مناظرته عليه السلام في التوحيد:

يسأله عليه السلام أبو شاكر الديصاني بقوله: ما الدليل على أن لك صانعاً؟ فيقول عليه السلام: وجدت نفسي لا تخلو من إِحدى جهتين إِمّا أكون صنعتها أنا أو صنعها غيري، فإن كنت صنعتها فلا أخلو من إِحدى جهتين إِمّا أنّ اكون صنعتها وكانت موجودة فقد استغنت بوجودها عن صنعتها، وإِن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئاً، فقد ثبت المعنى الثالث أن لي صانعاً وهو ربّ العالمين، فقام وما أحار جواباً.


أقوال العلماء فيه عليه السلام :

قال فيه كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: "جعفر بن محمد هو من علماء أهل البيت وساداتهم ، ذو علوم جمّة وعبادة موفورة ، وأوراد متواصلة ، وزهادة بيّنة ، وتلاوة كثيرة ، يتتبّع معاني القرآن ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات حيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكّر بالآخرة ، واستماع كلامه يزهّد في الدنيا ، والاقتداء بهديه يورث الجنّة ، نور قسماته شاهدٌ أنّه من سلالة النبوّة ، وطهارة أفعاله تصدع أنّه من ذرية الرسالة ، نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من أعيان الأمّة وأعلامهم".
وقال فيه أبو الفتح الشهرستاني: "جعفر بن محمد ذو علم غزير، وأدب كامل في الحكمة، وزهد في الدنيا، وورع تام عن الشهوات".
ويقول عنه الشيخ المفيد رحمه الله: "ونقل الناس عنه من العلوم ما سار به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه ولا لقي منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار كما نقلوا عن أبي عبد الله عليه السلام".

الأنشطة الثقافية
1410قراءة
2015-12-27 12:46:39

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا