الإيثار عند أبا الفضل العباس عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
إيثار الشيء تفضيله على غيره، فإيثار الغير بمعنى تقديم الغير على النفس.
والإيثار هو أرفع درجات الجود والسخاء وهو أن يجود بالمال مثلاً مع الحاجة اليه.
قال الله تعالى في معرض الثناء على أهل الإيثار:"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الحشر/ 9.
وكان الإيثار من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقالت بعض زوجاته: "إنه صلى الله عليه وآله ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكنّا كنا نؤثر على أنفسنا"
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "الإيثار أعلى الإيمان"
وعنه عليه السلام: "الإيثار أشرف الكرم".
وأيضاً عنه عليه السلام: " الإيثار أفضل عبادة وأجلّ سيادة".
وروي أنّ الله عز وجل أوحى لنبيه موسى عليه السلام:"يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به (أي الإيثار) وقتاً من العمر، إلاّ استحييت من محاسبته، وبوأته من جنتي حيث يشاء".
ويمكن تحصيل هذه الفضيلة عبر أمرين:
1. اليقين بفضل الله تعالى ومنّه علينا بالنعم، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : "من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة" .
وقوله سبحانه وتعالى: " وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " سبأ /39.
2. مخالفة هوى النفس وعدم اتباعه، فعن الصادق عليه السلام:"لا تدع النفس وهواها فإنّ هواها في رداها وترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهوى دواها".
وقد كان الإيثار متجذراً في نفوس أهل البيت عليه السلام، فقد آثر أمير المؤمنين عليه السلام حياة رسول الله صلى الله عليه وآله على حياته، ليلة مبيته في فراش النبي صلى الله عليه وآله ، فباهى الله تعالى به الملائكة، وأنزل فيه الآية الكريمة:
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ" البقرة/ 207.
وكذلك فعل ولده ووريثه في الشجاعة والإيثار، أبو الفضل العباس عليه السلام، في يوم الطف، فبعد وصوله الى الماء هو ظمآن ووضعه في يديه ليشرب، تذكر عطش أخيه الحسين عليه السلام، ورمى الماء من يديه، وأنشد قائلاً:
يا نفس من بعد الحسين هوني***وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون***وتشربين بارد المعين
هكذا تجلى عشق أبي الفضل العباس عليه السلام للأمام الحسين عليه السلام، لقد آثر على نفسه شرب الماء وهو عطشان، وكان حقاً من الكاملين الذين وصفهم الإمام الصادق عليه السلام في قوله:"هم البررة بالإخوة في حال العسر واليسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر"
إيثار أبا الفضل العباس عليه السلام
إيثار الشيء تفضيله على غيره، فإيثار الغير بمعنى تقديم الغير على النفس.
والإيثار هو أرفع درجات الجود والسخاء وهو أن يجود بالمال مثلاً مع الحاجة اليه.
قال الله تعالى في معرض الثناء على أهل الإيثار:
"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" - الحشر 9
وكان الإيثار من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقالت بعض زوجاته: "إنه صلى الله عليه وآله ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكنّا كنا نؤثر على أنفسنا."1
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "الإيثار أعلى الإيمان"2
وعنه عليه السلام : "الإيثار أشرف الكرم".3
وأيضاً عنه عليه السلام : " الإيثار أفضل عبادة وأجلّ سيادة".4
وروي أنّ الله عز وجل أوحى لنبيه موسى عليه السلام :
"يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به (أي الإيثار) وقتاً من العمر، إلاّ استحييت من محاسبته، وبوأته من جنتي حيث يشاء".5
ويمكن تحصيل هذه الفضيلة عبر أمرين:
1. اليقين بفضل الله تعالى ومنّه علينا بالنعم، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : "من أيقن بالخلف6 سخت نفسه بالنفقة"7. وقوله سبحانه وتعالى: " وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " سبأ 39
2. مخالفة هوى النفس وعدم اتباعه، فعن الصادق عليه السلام :
"لا تدع النفس وهواها فإنّ هواها في رداهاوترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهوى دواها".8
وقد كان الإيثار متجذراً في نفوس أهل البيت عليه السلام ، فقد آثر أمير المؤمنين عليه السلام حياة رسول الله صلى الله عليه وآله على حياته، ليلة مبيته في فراش النبي صلى الله عليه وآله ، فباهى الله تعالى به الملائكة، وأنزل فيه الآية الكريمة:
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ" البقرة 207
وكذلك فعل ولده ووريثه في الشجاعة والإيثار، أبو الفضل العباس عليه السلام ، في يوم الطف، فبعد وصوله الى الماء هو ظمآن ووضعه في يديه ليشرب، تذكر عطش أخيه الحسين عليه السلام ، ورمى الماء من يديه، وأنشد قائلاً:
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون وتشربين بارد المعين
هكذا تجلى عشق أبي الفضل العباس عليه السلام للأمام الحسين عليه السلام ، لقد آثر على نفسه شرب الماء وهو عطشان، وكان حقاً من الكاملين الذين وصفهم الإمام الصادق عليه السلام في قوله:
"هم البررة بالإخوة في حال العسر واليسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر"9
------------------------------------------------
1 الراقي، جامع السعادات، ج2 ص92
2 الواسطي، عيون الحكم والمواعظ ص51
3 الريشهري، ميزان الحكمة، ج1، ص16
4 الريشهري، ميزان الحكمة، ج1، ص16
5 الريشهري، ميزان الحكمة، ج1، ص17
6 الخلف أي التعويض والمقصود أي أنّ من أيقن بأن الله سبحانه وتعالى سيعوّض عليه في الدنيا بما ينفقد وبالآخرة بالثواب الجزيل لسخت نفسه بالنفقة ولم يبخل ولم يقتّر.
7 الكليني، الكافي، ج4 ص 43
8 الكليني، الكافي، ج2 ص6 33
9 البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج8، ص 370
الأنشطة الثقافية
2988قراءة
2015-12-27 12:56:48
na-din |