هي معلمتنا وقدوتنا عليها السلام
الأعمال البيتية
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) وعليها كساء من أجلة(25) الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) ، فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة.
فقالت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الحمد لله على نعمائه والشكر على آلائه، فأنزل الله: ] ولسوف يعطيك ربك فترضى[ (26)»(27).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إنها (عليها السلام) كانت عندي... وأنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد..»(28).
(25) الجُل: واحد جلال، الدواب، وجمع الجلال أجلة. (انظر الصحاح: ج4 ص1658 مادة جلل).
(26) سورة الضحى: 5.
(27) بحار الأنوار: ج43 ص85-86 ب4 ضمن ح8.
(28) علل الشرائع: ج2 ص366 ب88 ح1.
الحجاب كرامة المرأة
عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: «استأذن أعمى على فاطمة (عليها السلام) فحجبته، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله) : لم تحجبينه، وهو لا يراك؟
قالت (عليها السلام): يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) : أشهد أنك بضعة مني»(29).
وقال (عليه السلام) : «سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه: عن المرأة ما هي؟
قالوا: عورة.
قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟
فلم يدروا.
فلما سمعت فاطمة عليها السلام ذلك، قالت: «أدنى ما تكون من ربها أن تلتزم قعر بيتها»، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) : «إن فاطمة بضعة مني» (30).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لها: «أي شيء خير للمرأة؟».
قالت: «أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل»، فضمها إليه وقال: «ذرية بعضها من بعض»(31).
------------------------
(29) دعائم الإسلام: ج2 ص214 كتاب النكاح ف4 ح792.
(30) راجع مستدرك الوسائل: ج14 ص182 ب21 ح16450.
(31) بحار الأنوار: ج43 ص84 ب4 ضمن ح7.
تسبيح الزهراء (عليها السلام)
قد كثرت الأحاديث في فضل تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) وثوابه، ومنها ما جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء(عليها السلام) ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة، إن تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) في كل يوم دبر كل صلاة، أحب إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم»(32).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : «يا أبا هارون، إنا لنأمر صبياننا بتسبيح فاطمة(عليها السلام) كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه ما لزمه عبد فشقي»(33).
أما كيفية تسبيح الزهراء (عليها السلام) أن تقول: أربعاً وثلاثين مرة (الله أكبر)، وثلاثاً وثلاثين مرة (الحمد لله)، وثلاثاً وثلاثين مرة (سبحان الله)، فيكون المجموع مائة، والدوام عليه يوجب السعادة ويبعد الإنسان عن الشقاء وسوء العاقبة كما ورد في بعض الروايات(34).
----------------------------------
(32) غوالي اللآلي: ج1 ص333 ب1 المسلك الأول ح91.
(33) أمالي الشيخ الصدوق: ص579 المجلس 85 ح16.
(34) الكافي: ج3 ص342 باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ح9، وتهذيب الأحكام: ج2 ص105-106 ب8 ح168.
الحج والعمرة قبل النوم
روي عن فاطمة الزهراء(عليها السلام) أنها قالت: «دخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد افترشت فراشي للنوم، فقال لي: يا فاطمة لا تنامي إلا وقد عملت أربعة، ختمت القرآن، وجعلت الأنبياء شفعاءك، وأرضيت المؤمنين عن نفسك، وحججت واعتمرت!.
فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرت بأربعة لا أقدر عليها في هذا الحال.
فتبسم (صلى الله عليه وآله) وقال: إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات فكأنك ختمت القرآن، وإذا صليت عليّ وعلى الأنبياء قبلي كنا شفعائك يوم القيامة، وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك، وإذا قلت: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» فقد حججت واعتمرت(37).
------------------------
(37) راجع صحيفة الزهراء (عليها السلام) جمع الشيخ جواد القيومي: ص165-166 دعاؤها (ع) قبل النوم.
الأنشطة الثقافية
1216قراءة
2015-12-27 15:53:09