ولادة مباركة

هو بدر التمام، هو المظلّل بالغمام، هو نور الظلام، هو وارث علم الأنبياء، الحاضر الذاكر، الخاشع الصّابر، هو علي بن الحسين (عليه السلام) ساجد السّاجدين والحجة على العالمين.

والده أعظم الخلق، سيد الشهداء، الحسين بن علي (عليه السلام) وقد تزوّج من شاه زنان، من بنات ملك الفرس كسرى، وكانت ذات حُسنٍ وجمال....

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قد وصى ابنه الحسين (عليه السلام) فيها، قائلاً: "احفظها وأحسن إليها فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك..".

ولما أراد الله إيجاد الحجة على العالمين النور المضيء والطاهر الزكي، حملت سيدتنا شاه زنان بأبي محمد علي بن الحسين (عليه السلام)، ولما حضرت ولادتها، واكتملت العدة التي أراد الله لها، وبينما هي جالسة إذ أضاء البيت نوراً وامتلأ من روائح الطيب إذ وضعت الإمام زين العابدين (عليه السلام)...

فولد النّور يوم الخميس في الخامس من شعبان عام 38 للهجرة، قبل وفاة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) بسنتين.

لقد عاش إمامنا السجاد(عليه السلام) حوالي سبعاً وخمسين عاماً ، قضى بضع سنين منها في كنف جدّه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم نشأ في مدرسة عمّه الحسن وأبيه الحسين عليهما السلام سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واستقى علومه من هذه المصادر الطاهرة.

من ألقابه (عليه السلام): زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، السجاد، ذو الثفنات، البكّاء...

وقد اشتهر (عليه السلام) بعبادته، وسجوده، وعفوه، وأخلاقه الكريمة، ورأفته بالفقراء، وبالحيوانات....

كانت شهادة الإمام زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه) في يوم 25 من شهر محرم الحرام عام 94 للهجرة .

وقيل: كانت يوم السبت لأحد عشر ليلة بقيت من المحرم أو لاثنتي عشرة سنة خمسة وتسعين للهجرة، وله يومئذ (57 سنة) وقيل: (59 سنة) وقيل: (54 سنة).

وقد سمّه وليد بن عبد الملك، فقضى نحبه مسموماً شهيداً، ودفن في البقيع الغرقد حيث مزاره الآن، وقد هدم الوهابيون تلك المزارات الطاهرة.

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم