أول شريكة في حياة الرسول (ص)
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صدقتني إذ كذبتني النّاس، وواستني بمالٍ إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد إذ لم يرزقني من غيرها" .
هي أم المؤمنين وأكثر النساء شرفاً ومالاً، وأحسنهن جمالاً. اشتهرت في الجاهلية "بالطاهرة" ويقال لها سيدة قريش.
هي صاحبة الحظ العظيم التي اختصها الله بأن تكون أول شريكة في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) في عز ما بعده عز... وأكرمها بأن اختارها رحماً طاهراً للحوراء الإنسية.
هي خديجة بنت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب.
لقد كانت السيدة خديجة معروفة في محيط مكة بطهرها وعفافها وعقلها واستقامتها وكثرة مالها. وقد خطبها عظماء مكة وأهل المال والجاه كأبي جهل وأبي سفيان، فرفضت لأنها لم تجد فيهم صفات النبل والطهر ما ينسجم مع فكرها وضميرها ووجدانها.
إلى أن وجدت الشخص الكامل والفاضل، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوجاً لها... بعد أن لمست صدق حديثه وعظيم أمانته، وكرم أخلاقه في تجارته.
كان للسيدة خديجة مكانة كبرى عند الله عزّ وجل، فقد ورد في كتاب روضة الواعظين أنه: "نزل جبرائيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسأله عن خديجة (عليه السلام)، فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربها يقرئها السلام".
وقد كما كان لها حصة من المكانة الكبيرة عند رسول الله وأهل بيته...
وسرّ هذه المكانة يكمن في عدة أسباب ترتبط بمواصفات السيدة خديجة (عليها السلام):
1. بصيرتها الواضحة التي تجلت في اكتشافها المبكر لكمالات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
2. اهتمامها بما يهتم به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فكانت قبل البعثة تصعد إلى غار حراء لتواكب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالطعام والشراب مُعينة له في ما يقوم به. وقد زاد اهتمامها به بعد البعثة الشريفة أيضاً.
3. تصديقها المبكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله): فكانت أول امرأة آمنت به، إذ صدّقته حين كذبه الناس.
4. بذل مالها كله في سبيل دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
5. حمل السيدة خديجة (عليها السلام) لمشكاة الأمة، لسيدة نساء العالمين، الزهراء البتول (عليها السلام).
لقد شاركت خديجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جهاده ضد المشركين في أشد الفترة وأصعبها، خلال فترة الدّعوة السّريّة، والحصار في مكة، وقد شكَّل مالها مدداً فعلياً للنّبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين والمحاصرين معه، وتحملَّت الأذى من نساء قريش على موقفها هذا.
وفي العاشر من شهر رمضان سنة 10 للبعثة، أصيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحزنٍ عميق، ففيه رحلت رفيقة رسالته ومعاناته، وصعدت روح السيدة خديجة (عليها السلام) إلى بارئها، تاركة رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقد أطلق على العام الذي توفيت فيه السيدة خديجة (عليها السلام) بعام الحزن فقد سبقه وفاة عم الرسول وكفيله أبو طالب.
الأنشطة الثقافية
2036قراءة
2015-12-27 17:36:41