ولد سلطان السلاطين
بذي القعدة مولودٌ عزّ الولاية رمز وفخر للدين نور وهداية
عالم إمام الدين بحر العطايا وعلومه من علوم جدّه ونبينه
في الحادي عشر من ذي القعدة عام 148 للهجرة، بشائر متلألئة تهبط إلى الأرض من عوالم الغيب لتمنّ على أهل الأرض بنور مقدّس من أنوار الإمامة الإلهية السّاطعة هو بضعة الإمام الكاظم والسّيدة نجمة (عليهما السّلام).
في الحادي عشر من ذي القعدة ولد إمام من أئمة أهل البيت (عليه السلام) تجلّياً جديداً للخير والهدى وحقيقة التّوحيد، وقائداً ربانياً منقذاً في عواصف التسلّط والهوى والانكفاء، وإماماً أماناً هو الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين المعصومين.
أشرقت الأرض بمولد الإمام الرّضا عليه السلام، فقد وُلد خَيرُ أهل الأرض ، وأكثرهم عائدة على الإسلام.
وَسَرَتْ موجاتٌ من السّرور والفرح عند آل النبي صلى الله عليه وآله، فقد استقبل الإمام الكاظم عليه السلام النّبأ بهذا المولود المبارك بمزيد من الابتهاج، وسارع إلى السيدة زوجته يهنيها بوليدها قائلاً: (هَنِيئاً لكِ يا نَجمَة، كَرامَةٌ لَكِ مِن رَبِّكِ ).
وأخذ عليه السلام وليده المبارك، وقد لُفَّ في خرقة بيضاء، وأجرى عليه المراسم الشرعية، فأذَّن في أُذنِه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفُرَات فَحنَّكه به، ثم رَدَّهُ إلى أمه، وقال عليه السّلام لها: ( خُذِيه، فَإِنَّهُ بَقِيَّةَ اللهِ فِي أرضِهِ).
لقد استقبل سليل النبوة أول صورة في دنيا الوجود، صورة أبيه إمام المتقين، وزعيم الموحدين عليه السلام، وأول صوت قرع سمعه هو: اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله.
وهذه الكلمات المُشرِقَة هي سرُّ الوجود، وأُنشُودَةِ المُتَّقِين.
وسمَّى الامام الكاظم عليه السلام وليده المبارك باسم جده الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام تَبَرُّكاً وَتَيَمُّناً بهذا الاسم المبارك، والذي يرمز لأَعظَم شَخصيةٍ خُلِقَت فِي دنيا الإسلام بعد النبي (صلى الله عليه وآله) والتي تَحلَّت بِجميع الفضائل.
تقول أم الإمام الرّضا (عليه السلام): "لما حملت بابني لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني، فيفزعني ذلك، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنّه يتكلّم".
تكتم الحرة الطاهرة فرحت وهنّتها الحور
ومن المدينة بمولده شع الهدى وشع النّور
هذا الرضا شمس العدل لأهل المعارف مذكور
والذي يزوره من البشر يلقى الفضل والغفران
الأنشطة الثقافية
1258قراءة
2015-12-27 18:11:47