12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> العين جاريها على فقد الجواد

العين جاريها على فقد الجواد


خذني الى صحن الجـــواد
باب الحوائج باب المراد
في مقلتي بات السّهـــاد
سهرت في ليل هـــــواك


إنه الإمام محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، كريم السّلالة والنّسب.
هو الجواد، التقي، الزكي، القانِع، المُرتضى، المُنتَجَب. وقد عُرف سلام الله عليه بباب المراد عند عامّة المسلمين التي آمنت بأنه باب من أبواب الرحمة الالهية التي يلجأ اليها الملهوفون وذوو الحاجة لدفع ما ألمّ بهم من مكاره الدهر وفجائع الأيام.

الإمام أبو جعفر الثاني محمّد الجواد عليه‌السلام هو من أروع صور الفكر والعلم في الإسلام فقد حوى فضائل الدنيا ومكارمها، وفجّر ينابيع الحكمة والعلم في الأرض، فكان المعلّم والرائد للنّهضة العلميّة، والثقافية في عصره.

وتقلّد الإمام أبو جعفر عليه‌السلام الإمامة وكان عمره الشريف سبع سنين وأشهر ، واستمرت 17 عاماً، وقد عاش في عصر المأمون والمعتصم.

بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) إستدعى المأمون الإمام الجواد عليه السلام إلى بغداد وزوجه إبنته أم الفضل، وقد مكث (عليه السلام) ببغداد مدة فضاق صدره من سوء معاملة المأمون فاستأذنه في الذهاب الى الحج، وتوجه الى حج بيت الله الحرام، ومن هناك عاد الى مدينة جدّه وبقي هناك الى أن مات المأمون، واغتصب الخلافة بعد أخوه المعتصم وكان ذلك في السابع عشر من شهر رجب سنة 218هـ.

ولما سطا المعتصم على الملك وسمع بمناقب الإمام الجواد عليه السلام وغزارة علمه اضطرمت نار الحسد في قلبه وأترعت نفسه بالحقد والكراهية للإمام عليه‌السلام فكان يتميّز من الغيظ حينما يسمع بفضائل الإمام ومآثره. عندها صمم على القضاء على الإمام، فاستدعاه الى بغداد ولما توجه الإمام الى بغداد جعل وصيّه وخليفته إبنه علي الهادي عليه السلام ونص على إمامته عند كبار الشيعة وثقات الأصحاب وسلّم إليه كتب العلوم الإلهية والأسلحة التي كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء عليهم السلام.

ثم ودع الإمام أهله وولده وترك حرم جدّه صلى الله عليه وآله وذهب الى بغداد بقلب حزين ودخلها يوم الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 220هـ.

وقد جعل المعتصم العباسي يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (ع) فأشار على ابنة المأمون زوجة الإمام (ع) بأن تسمّه، لأنه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (ع) وشدّة غيرتها عليه، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه (ع) عليها.

فأجابته إلى ذلك وجعلت سماً في عنب رازقي ووضعته بين يديه..
فلما أكل (ع) منه، ندمت وجعلت تبكي، فقال: «ما بكاؤك والله ليضربنك الله بعقر لا ينجبر، وبلاء لا ينستر» فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها.

وأثّر السمّ في الإمام تأثيراً شديداً ، فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه وأخذ يعاني منه آلاماً مرهقة ، فقد تقطّعت أمعاؤه من شدّة الألم، حتى فارقت روحه الطاهرة الحياة.

وقبض الإمام (عليه السلام) مسموماً مظلوماً في التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة عشرين ومائتين من الهجرة ، وله أربع وعشرون سنة وشهور.


ناح بقربك ناعي المصاب
يدمي لعيني يدمي الهضاب
بكتك حتى عين السحـــاب
وقد فجعت لما دهـــــاك

 

 

الأنشطة الثقافية
1204قراءة
2015-12-27 18:22:30

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا