12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> يالباقر عليك دموعي أجريها

يالباقر عليك دموعي أجريها


دمعي على الخدين حزناً هما
لباقر العلم للصابر الهادي
حزناً وقفتُ وقفة الحائرِ
أبكي وأجري مدمع الناظري

نعزي صاحب العصر والزمان(عجل الله فرجه) باستشهاد جده باقر علوم الأولين والآخرين، شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله).

فعن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا فارق الحسين (ع) الدنيا فالقائم بالأمر بعده علي ابنه، وهو الحجة والإمام، وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس بي وهو الإمام والحجة بعد أبيه».

السلام عليكَ يا حجة الله، يا محمد بن علي، أيها الباقر والصابر والأمين والشاهد... يا بن رسول الله.... ورحمة الله وبركاته...

إن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أحد أئمّة أهل البيت عليهم السلام ممّن تسنّت له ظروف خاصّة, ساهمت في قيامه بدور هامّ ومميّز لا سيّما على الصعيد العلميّ والفكريّ.

ويقول الإمام روح الله الخمينيّ قدس سره الشّريف في وصيّته السياسيّة الإلهية: "نحن فخورون أنّ منّا باقر العلوم أسمى شخصيّة في التاريخ, ولم ولن يدرك أحد منزلته غير الله والرسول والأئمّة المعصومين عليهم السلام" ويقول الإمام السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظلّه: "الإمام الباقر من الشموس المنيرة التي يعود إليها الفضل في نشر المعارف الإسلاميّة"

وإنّ تسمية هذا الإمام بباقر العلم- وهي كلمة مأخوذة من البقر بمعنى الشقّ والفتح والتوسعة- لَيشير إلى هذا الدور الهام الذي قام به الإمام على الصعيد العلميّ, وكأنّه كان مختوماً فشقّه وفتحه ووسعه.

فقد كان جابر الأنصاري الطاعن في السنّ يجلس بين يدي الإمام عليه السلام على صغر سنّه, ويتعلّم منه ويروي عنه, ويقول له: "يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله إنّك أوتيت الحكم صبيّاً".

وقد خضعت له الرقاب وذلّت له الأعناق, وتصاغر أمامه علماء عصره اعترافاً منهم بسموّ مقامه.

وعصر الإمام الباقر عليه السلام، من أدقّ العصور الإسلامية، وأكثرها حساسيةً، فقد نشأ فيه الكثير من الفرق الإسلاميّة، وتصارعت فيه الأحزاب السياسيّة، كما عمّت الناس ردّة قويّة إلى الجاهلية وأمراضها، فعادوا إلى الفخر بالآباء والأنساب، ممّا أثار العصبيّات القبليّة، ،وانتشرت مظاهر التّرف واللهو والغناء، والثراء الفاحش غير المشروع.

إلا أن الإمام (عليه السلام) تصدّى لكلّ هذه الانحرافات، فأقام مجالس الوعظ والإرشاد، كي يحفظ لدين جدّه نقاءه وصفاءه. واهتمّ برعاية مدرسة «أهل البيت» التي أنشأها جدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ثم من بعده الأئمة الأطهار من ولده. وقد التفّ حول الإمام الباقر علماء كثيرون، نهلوا من صافي علومه ومعارفه في الفقه والعقيدة والتفسير وعلوم الكلام.

وبعد عمر قضاه في الدعوة إلى الله، ونشر العلوم والمعارف، كما قضاه في مقارعة البغي والظلم والانحراف عن الدّين؛ دسّت له السمّ يد أثيمة، لا عهد لها بالله ولا باليوم الآخر، يد من أيدي أعدائه بني أميّة، الذين خافوا منه سموّ خلقه، وعظيم تقواه، ورفعة منزلته، والتفاف الناس من حوله، وقد قيل وقيل إنّه استشهد مسموماً بسمّ دُسّ إليه في سرج, فركبه الإمام عليه السلام فنزل متورّماً.


وكان الإمام يعلم بدنو أجله, فعن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّه قال: "قتل عليّ عليه السلام وهو ابن ثمان وخمسين سنة, وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة, ومات عليّ بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة, وأنا اليوم ابن ثمان وخمسين سنة".

وانطوت باستشهاد باقر علوم الأوّلين والآخرين، صفحة رائعة من صفحات الرسالة الإسلامية، أمدّت المجتمع الإسلاميّ بعناصر الوعي والتطوّر والازدهار وذلك في 7 من ذي الحجة عام 114 للهجرة.

عُجْ عَلَى طَيْبَةٍ وَحَيِّ الإِماما بَاقِرَ العِلْمِ مَنْ سَما إِعْظَاما
وابْكِهِ في "البَقِيعِ" مُنْهَدِمَ القَـ بْرِ وَقَدْ كانَ شامِخاً يَتَسامَى
غَادَرَتْهُ يَدُ الجُناةِ بِفِعْلِ الْحِـ قْـدِ فانْهَدَّ لِلصَّعِيدِ رِمَاما

 

 

الأنشطة الثقافية
1210قراءة
2015-12-28 16:24:51

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا