انجذاب الأنبياء نحو الحسين (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
عجيب هو أمر هذا المصباح الذي جذب بنوره الكون المدرك المسبِّح، فتفاعل مع شهادته في كربلاء... فالسماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحاً بالدم، والشمس بكت عليه بالكسوف والحمرة، والقمر بكى عليه بالخسوف، والأرض بكت عليه أحجارها.
وكما الكون، انجذب إليه الأنبياء.
النبي آدم (عليه السلام): وهو أهم المنجذبين نحو الحسين (عليه السلام)، فأبو البشرية آدم (عليه السلام) حينما تلقى من ربه كلمات فتاب عليه، لقّنه جبرائيل: يا حميد بحق محمد (صلى الله عليه وآله)، يا عالي بحق علي (عليه السلام)، يا فاطر بحق فاطمة (عليها السلام)، يا حسن بحق الحسن والحسين (عليهما السلام)، ومنك الإحسان، فلما ذكر الحسين (عليه السلام) سالت دموعه، وانخشع قلبه قال: يا جبرائيل، في ذكر الخامس ينكسر قلبي، وتسيل عبرتي، قال جبرائيل: ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب".
النبي نوح (عليه السلام): حينما أراد النبي (عليه السلام) تثبيت سفينة الطوفان، وجد مسامير نورانيّة، فانجذب إليها، لكنّ واحداً من تلك المسامير شدّ انجذابه، وهو خامسها الذي كان رطباً رطوبة تعبّر عن بكائه على الإمام الحسين (عليه السلام).
النبي إبراهيم (عليه السلام): دخل النبي إبراهيم (عليه السلام) في الابتلاء العظيم بقتل ولده الحبيب (عليه السلام)، ونجح في ذلك، ولم تذرف له دمعة. لكن حينما علم أن الفداء القادم هو الذبح العظيم حفيده الحسين بن علي (عليه السلام) توجّع قلبه، وأذرف الدموع على الحسين (عليه السلام).
النبي موسى (عليه السلام): وجاء النبي موسى ليجذبه الحسين (عليه السلام) نحو كربلاء. فقد ورد أن النبي موسى (عليه السلام) كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون، "فلما جاء إلى أرض كربلاء انخلع نعله، وانقطع شراكه، ودخل الحسك في رجليه، وسال دمه، فقال: إلهي، أي شيء حدث مني؟ فأوحى إليه: أنْ هنا يقتل الحسين (عليه السلام)، وهنا يُسفك دمه، فسال دمك موافقة لدمه".
النبي عيسى (عليه السلام): وفي سياحة النبي عيسى (عليه السلام) كانت جذبته مع حوارييه نحو الحسين (عليه السلام)، فقد روي أن عيسى (عليه السلام) كان سائحاً في البراري، ومعه الحواريون، فمروا بكربلاء، وفيها أُخبروا يشهادة الحسين (عليه السلام).
النبي محمد (صلى الله عليه وآله): ولعلّ أعلى انجذاب من النبي (صلى الله عليه وآله) نحو الحسين (عليه السلام) هو ما ورد في قصة رواها الصحابي الجليل عبد الله بن عباس (رض)، حينما دخل عليه فوجده واضعاً الحسين (عليه السلام) الطفل على فخذه اليمنى وابنه إبراهيم على فخذه اليسرى، وهو تارةً يقبّل هذا، وتارة يقبل هذا، إذ هبط جبرائيل بوحي من رب العالمين، فلما سرى عنه قال النبي (صلى الله عليه وآله) لابن عباس (رض): "أتاني جبرائيل من ربي، فقال لي: يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: لستُ أجمعهما لك، فافدِ أحدهما بصاحبه". فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى، ثم قال: "يا جبرائيل! يُقبض إبراهيم، فديتُ الحسين (عليه السلام) بإبراهيم".
...........................
منقول من كتيبات سلسلة على منبر القائم (عج)
الأنشطة الثقافية
2157قراءة
2015-12-29 10:30:33