خدمة قوافل الحجاج
كان الإمام زين العبدين(عليه السلام) يترصد قوافل الحجيج القادمة من أماكن بعيدة مارّة بالمدينة، ويلتحق باحداها بعنوان غريب يريد أن يعمل خادماً للحجاج، وكانت الرحلة على ظهور الخيل والجمال آنذاك، تستغرق عشرة أيام، أو أكثر، يظل الإمام (عليه السلام) فيها عاكفاً على خدمة الحجاج والمسافرين وتلبية طلباتهم وأوامرهم.
وربما اصطدمت بعض القوافل التي كان يرافقها الإمام في الطريق بمن يعرف شخصه، فيذهل من هول ما يرى، ويسأل أهل القافلة: من هذا الذي جلبتنوه معكم ليخدمكم في الطريق؟ فيقولون: لا نعرفه، وإنّما هو شاب طيب، صدفناه في المدينة وعرض علينا الخدمة فقبلنا. فيقول: لو كنتم تعرفون من هذا لما اتخذتموه خادماً توجهون إليه الأوامر والنواهي... إنّه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، إنّه ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعندها كان يهرع أهل القافلة إلى الإمام زين العابدين ( عليه السلام)، فينكبّون يقبّلون يديه ورجليه، ويقولون يا بن رسول الله ادعُ لنا الله أن لا يعذبنا يوم القيامة على جسارتنا، وسوء أدبنا بحقك، فنحن الذين يجب أن نقوم بخدمتك وإطاعة أوامرك. فيقول (عليه السلام) : لقد جرّبت ذلك سابقاً، فكلما سافرت مع قافلة يعرفونني فإنّهم لا يدعونني أقوم بخدمتهم. ولذا أنا أرغب دائماً أن أسافر مع قافلة لا يعرفني أحد منهم، حتى أتمكن من الحصول على سعادة خدمة المسلمين ورفقاء الطريق.
اللهم اجعلنا ممن يقتدون بأئمتهم قولاً وفعلاً.
الأنشطة الثقافية
1235قراءة
2015-12-29 10:54:18