الحسين عليه السلام في حديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحبّ أن ينظر إلى أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين"1.
مقدّمة:
ممّا لا شكّ فيه أنّ المنطلقات التي ينطلق منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مدح شخصٍ أو ذمّه لا علاقة لها بالروابط العائليّة أو القرابة الرحميّة أو الرغبة الشخصيّة لتنافي ذلك مع مبدأ النبوّة، فهو رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى مهما كانت طبيعة هذا الهوى وإنّما هو وحي يوحى.
ثواب حبّ الحسين عليه السلام
إنّ حبّ الحسين من الفضائل التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكونها دليل سلامة الخطّ والمعتقد. فعن حذيفة بن اليمان: رأيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم آخذاً بيد الحسين بن عليّ عليه السلام وهو يقول: "يا أيّها النّاس هذا الحسين بن عليّ فاعرفوه، فوالّذي نفسي بيده إنّه في الجنّة ومحبّوه في الجنّة ومحبّو محبّيه في الجنّة"2.
وعن عازب بن البراء قال: رأيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحمل الحسين وهو يقول: "اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه"3.
وعن أبي ذرٍّ الغفاريّ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبّل الحسين بن عليّ وهو يقول: "من أحبّ الحسن والحسين وذرّيتهما لم تلفح النّار وجهه ولو كانت ذنوبه بعدد رمال عالج إلّا أن يذنب ذنباً يخرجه من الإيمان"4.
مقامه ومنزلته
وبيّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المكانة العالية للحسين عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط"5.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يحرص على بيان إمامته ومنزلته بين الأئمّة، فعن سلمان الفارسيّ قال: كان الحسين على فخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقبّله ويقول: " أنت السيّد بن السيّد أبو السادة، والإمام ابن الإمام أبو الأئمّة، أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج تسعة من صلبك وتاسعهم قائمهم"6.
ممّا اختصّ الله به الحسين عليه السلام:
نورانيّته وبهاؤه: ففي الرواية: "أنّ الحسين بن عليّ عليه السلام كان إذا جلس في المكان المظلم يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان كثيراً ما يقبّل جبينه ونحره"7.
مشروعيّة الجزع والبكاء عليه: عن الإمام الصادق عليه السلام: "كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام "8.
شيعته هم الفائزون: وفي روايةٍ تسأل فيها أمّ سلمة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو الله ليدفع القتل عن الحسين عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "قد فعلت، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليّ أنّ له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأنّ له شيعة يشفعون فيشفّعون، وأنّ المهديّ من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين وشيعته، هم والله الفائزون يوم القيامة"9.
هوامش
1- مناقب آل أبي طالب، ج3، ص228.
2- بحار الأنوار، ج27، ص136.
3- شرح أصول الكافي، ج6، ص184.
4- مناقب آل أبي طالب، ج27، ص226.
5- الإرشاد، ج2، ص127.
6- كامل الزيارات، ص113.
7- مدينة المعاجز، ج4، ص46.
8- جامع أحاديث الشيعة، ج3، ص479.
9- العوالم، الإمام الحسين، ص129.
مهدي
1282قراءة
2016-01-01 23:11:46
doha tarhini |