عبادة الإمام الكاظم عليه السلام
عبادة الإمام الكاظم عليه السلام
الإمام الكاظم عليه السلام عليه السلام كسائر أئمّة أهل البيت عليهم السلام الذين إذا ذكروا يتبادر الذهن إلى علم غزير، وعبادة متواصلة، وأوردة متّصلة، وصدقاتٍ جمّة، وأخلاق عالية، وآدابٍ رفيعة، وحلم عن المسيء، وصفح عن المذنب، وجهاد متواصل من أجل إعلاء كلمة الله تعالى. فكأنّهم عليهم السلام والمكارم توأم، وكأنّ المعالي ثوب خيط لهم فلبسوه.
- عبادة الإمام الكاظم عليه السلام:
قال أبو حنيفة للإمام الصادق عليه السلام: رأيت ابنك موسى يصلّي، والناس يمرّون بين يديه، فدعا أبو عبد الله عليه السلام ولده الإمام الكاظم عليه السلام ليجيبه قائلاً: "نعم يا أبي، إنّ الذي كنت أصلّي إليه كان أقرب إليّ منهم"، يقول الله تعالى: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فضمَّه الإمام الصادق عليه السلام إلى نفسه ثمّ قال: "بأبي أنت وأمّي، يا مودع الأسرار".
وكان الإمام عليه السلام متعلقاً بقراءة القرآن الكريم وكان إذا قرأ يحزن ويبكي و يبكي السامعون لتلاوته.
وكان عليه السلام كثير الاستغفار فكان يقول لبعض أصحابه: "إني استغفر الله كل يوم خمسة آلاف مرة".
وكان عليه السلام كثير السجود لله تعالى فكان له بضعة عشر سنة كلّ يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال.
وقد ورد أنّ الرشيد كان يشرف على السجن الذي فيه الإمام عليه السلام فيراه ساجداً فيقول للربيع: ما ذلك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟ فيخبره أنّه ليس بثوب وإنّما هو موسى بن جعفر، له كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى الزوال: وقد روي أنّه عليه السلام دخل مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله فسجد سجدة في أوّل الليل، وسُمع وهو يقول في سجوده: "عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة" فجعل يردّدها حتى أصبح.
وكان عليه السلام كثير الشكر والحمد لله تعالى. فعن هشام بن أحمد: كنت أسير مع أبي الحسن في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخرَّ ساجداً، فأطال وأطال ثمّ رفع رأسه وركب دابّته. فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود فقال عليه السلام: "إنّي ذكرت نعمة أنعم الله بها عليَّ، فأحببت أن أشكر ربّي". بل ورد أنّ الإمام عليه السلام حمد الله لدخوله السجن مبيناً سبب ذلك في دعاء قال فيه: "اللهمَّ إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرِّغني لعبادتك وقد فعلت، فلك الحمد".
- من وصايا الإمام الكاظم عليه السلام
إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإيّاك أن يفقدك الله عن طاعة أمرك بها، وعليك بالجدّ، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فإنّ الله لا يعبد حقّ عبادته.
اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإنّ فيه هلاكك.
تفقّهوا في الدين، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقّه في دينه لم يرضَ الله له عملاً
مهدي
1430قراءة
2016-01-01 23:30:28