ولو كنت فظاً
بسم الله الرحمن الرحيم
{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}
صدق الله العلي العظيم
أخلاق النبي محمد (ص) هي التي خلقت أمواج التيار الإسلامي في المنطقة العربية وفي العالم كله.
وفي ظل هذه الثورة المقدسة تحولت الفرقة إلى وحدة والتحلل إلى عفة وطهارة والعطالة إلى كدح وكد والأنانية إلى محبة والتكبر إلى تواضع وعطف وفي ظلها أيضاً نشأ أفرادها كنماذج أخلاقية وقدوة لمن سواهم، ولقد كان النبي محمد (ص) من العظمة بحيث شهد الله سبحانه بها فقال {وإنك لعلى خلق عظيم}. وسنتناول هذه الصفة العظيمة لنتعرف على بعض جوانبها...
التصوير القرآني للخلق العظيم
لاشك أن أصدق شاهد على عظمة أخلاق رسول اللَّه (ص) هو القران الكريم، وهو كلام اللَّه تعالى ومن أصدق من اللَّه قيلاً فقد أشاد القران كثيراً بأخلاق صاحب الرسالة (ص)، وكثرت فيه الآيات التي تتحدث عن شخصيته الأخلاقية وخصائصه وصفاته الفاضلة، ونحن سنستعرض ما تيسر من هذه الآيات:
1- {فبما رحمة من اللَّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على اللَّه إن اللَّه يحب المتوكلين}.
فالآية الكريمة تحكي لنا جانب العفو والرحمة والرفق واللين في سلوك النبي (ص) وتعامله مع الآخرين.
2- {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
لقد وصفت هذه الآية الرسول الأعظم (ص) بأوصاف تكشف عن مدى تأثره وإهتمامه بالمسلمين وشؤونهم وحرصه عليهم، وتعبّر عن مدى شفقته ورحمته بهم، وكيف أنه (ص) حين يصيب الواحد منهم بعض المشقة والتعب فإن ظلالاً من الأسى والحزن يخيم عليه (ص).
3- {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أُذن قل أُذن خير لكم يؤمن باللَّه ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم}.
4- {وإنك لعلى خلق عظيم}.
فعن الإمام الصادق (ع)انه قال: " إن اللَّه عز وجل أدَّب نبيه فأحسن أدبه، فلما أكمل له الأدب قال: {إنك لعلى خلق عظيم}".
5- {خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين}.
فقد روي عنه (ص) أنه قال: "أدبني ربي تأديباً حسناً إذ قال: {خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين} فلما قبلت ذلك منه قال: {وإنك لعلى خلق عظيم}".
مهدي
1417قراءة
2016-01-01 23:32:29
doha tarhini |