مبروك للناجحين
أتانا شهر رمضان حاملاً معه لآلئ وياقوت من فيض الكرامة الإلهية، ونثرها على عباد الله لتكون لهم غنىً طوال شهرٍ عمَّت فيه البركات... وها هو قد أشرف على مفارقتنا ببركاته وحسناته... ليعودَ إلينا إن شاء الله في العام القادم....
لكنّه سيودّعنا في حفل التخرج للناجحين في جامعة شهر رمضان، والذي سيُقام في 1 شوال، ويتخلّل الحفل:
- تحديد الناجحين.
- توزيع الجوائز.
- كلمة المتخرجين.
- توصيات الخريجين.
وبدأ الحفل، مع الفقرة الأولى: تحديد الناجحين:
تم تحديد النّاجحين في جامعة شهر رمضان انطلاقاً من حديث للإمام علي (عليه السلام): "إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يُعصى الله فيه، فهو عيد".
ننتقل الآن للجوائز المقدّمة للناجحين الكرام:
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قيمة الجوائز المقدّمة للناجحين: "إذا كان أول يوم من شوال نادى منادٍ: أيها المؤمنون، اغدوا إلى جوائزكم... جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك... هو يوم الجوائز".
وبدأت كلمة المتخرجين:
نشكر الله على توفيقه لصيام شهر رمضان المبارك وقيامه، إلا أننا لا يسعنا أداء الشكر الحقيقي، فقد ورد عن السجاد (عليه السلام): "فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إياك يفتقر إلى شكر".
ومع كل هذا لا بد من محاولة سلوك سبيل الشكر، وقد حددته لنا الشريعة في يوم الفطر، من خلال:
- ذكر الله تعالى بالتكبير والتهليل والحمد والشكر بأن نقول:
"الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله على ما هدانا، وله الشكر على ما أولانا".
- زكاة الفطرة التي هي شرط لقبول صيام شهر رمضان، من خلال إدخال فرحة العيد على فقراء المسلمين.
- المشاركة في صلاة العيد، التي يجتمع فيها المسلمون معاً، صفوفاً متراصة كما يحب الله سبحانه، ففي الحديث: "إنما جعل يوم الفطر؛ ليكون للمسلمين مجتمعاً يجتمعون فيه، فيحمدون الله على كل ما منَّ عليهم".
- شكر صاحب الرسالة الذي عانى ما عانى لتبليغها حتى قال (صلى الله عليه وآله): " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت". وذلك بدعائنا في قنوت العيد: "أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمد ذخراً وشرفاً ومزيداً أن تصلي على محمد وآل محمد".
- شكر من أولد الإسلام مرة ثانية وهو الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال زيارته المباركة.
- استحضار صاحب العيد، إمام الزّمان (عجل الله فرجه) بقراءة دعاء الندبة في صباح يوم العيد: "أين بقية الله؟.... أين جامع الكلمة على التقوى؟..."
ووصلنا إلى أن نعلن عن توصيات المشاركة في شهر رمضان، والتي تتلخّص في 3 نقاط:
- اكتشاف يحتاج إلى تثبيت: فقد اكتشفنا في شهر رمضان أن إرادتنا يمكن أن تتغلب على شهواتنا من أكل وشرب وتدخين وغيرها، فصمنا عنها، وكررنا الصيام شهراً كاملاً ليغلب سلطان العقل على الشهوات.
- عادات بحاجة إلى مداومة: فقد اعتدنا في شهر رمضان على عدة عبادات، وعلينا أن نداوم عليها بعد شهر رمضان، وهي صلاة الصبح، الاستيقاظ وقت السحر للتقرب إلى الله في النوافل، قراءة القرآن الكريم، الحضور في المساجد، الجلوس كأسرة على مائدة الإفطار، صلة الأرحام، التكافل الإجتماعي.
- مكتسبات بحاجة إلى محافظة: في شهر رمضان كسب كثير وربح وفير، كانت الآية فيه بقرآن، وصلاة الفريضة بسبعين، والنافلة ببراءة من النار، ووصل الرحم وصلٌ لرحمة الله تعالى عند اللقاء، والصلاة على محمد وآل محمد تثقيل لميزان يوم القيامة...... فإياكم أن ترسلوا إليها نيراناً فتحرقوها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد : 33].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
كتاب شهر الله للشيخ أكرم بركات
الأنشطة الثقافية
1822قراءة
2015-12-29 21:00:23
malak |