على أعتاب شهر رجب الأصب
شهر رجب من الأشهر العظيمة التي تضافرت الأخبار عن الحجج الأطهار عليهم السلام بجلالة قدره ولزوم احترامه.
فهو من الأشهر الحرم، وهو الشهر الأصب؛ لأنه تصب فيه الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى على العباد. فعن النبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله): "يسمى الرجب الأصب لأن الرحمة تصب صباً فيه"، وعن الامام الكاظم (عليه السلام): "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات".
وهو شهر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد روي انه عليه السلام كان يصوم رجباً ويقول: "رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله، وشهر رمضان شهر الله عز وجل".
- وقد تتالت المناسبات العظيمة في هذا الشهر العظيم ففيه بُعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله ، وفيه ولد أمير المؤمنين عليه السلام داخل الكعبة الشريفة وكذا ولد الإمام علي الهادي (عليه السلام) والإمام الجواد (عليه السلام)، كما استشهد الإمام الكاظم (سلام الله عليه)، كما حدثت فيه غزوة خيبر التي هزم الله فيها اليهود بالحملة العسكرية التي قادها أمير المؤمنين (عليه السلام).
أعمال رجب:
إن شهر رجب مليء بالنفحات التي أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نتعرض لها بقوله: " إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرَّضوا لها ولا تعرضوا عنها ".
الإحياء: فقد ورد استحباب إحياء بعض الليالي منه لاسيَّما الليلة التي تسميها الملائكة ليلة الرغائب التي هي أول ليلة جمعة منه، وكذلك ليلة النصف من رجب ويومه فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "إذا كان ليلة النصف من رجب، أَمَرَ الله خازن ديوان الخلائق وكَتَبَةَ أعمالهم فيقول لهم الله عزّ وجلّ: انظروا في ديوان عبادي، وكلَّ سيّئة وجدتموها فامحوها وبدّلوها حَسنات".
الصوم: ورد لمن صام شهر رجباً أو بعضاً منه فضل كثير في روايات عديدة منها ما ورد عن الامام الكاظم (عليه السلام): " رجب نهر في الجنة اشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، من صام يوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر " وقوله (عليه السلام): " من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النار مسير سنة ، ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة ". ويظهر ثواب الصوم العظيم في رجب من قول الامام الصادق (عليه السلام) لأحد أصحابه وقد بقي أيام من رجب: "يا سالم هل صمت في هذا الشهر العظيم شيئاً؟ فأجاب: "لا والله يا ابن رسول الله" فقال (عليه السلام): " قد فاتك من الثواب ما لم يعلم مبلغه إلا الله عز وجل، إن هذا شهر قد فضَّله الله، وعظَّم حرمته، وأوجب للصائمين فيه كرامته ...".
الاستغفار: فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "رجب شهر الاستغفار لأمتي فأكثروا فيه الاستغفار ؛ فإنه غفور رحيم ... فاستكثروا من قول استغفر الله وأسأله التوبة ...".
الدعاء: ومن الأدعية المستحبة في رجب ما علمه الامام الصادق (عليه السلام) لصاحبه محمد بن ذكوان الذي كان يُعرف بالسجاد، إذ قيل انه سجد وبكى في سجود حتى عمي، فقد ورد أن ابن ذكوان تشرَّف بلقاء الامام الصادق (عليه السلام) فقال له: "جعلت فداك هذا رجب، علمني فيه دعاء ينفعني الله به، فقال عليه السلام: أكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم، قل في كل يوم رجب صباحاً ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك: "يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر... إلى آخر الدعاء ...".
فعن النبي (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكاً يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلة منه إلى الصباح: "طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين" يقول الله تعالى: " أنا جليس من جالسني ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ".
السجود: وأحبَّ الله تعالى في رجب أن يكثر العبد سجوده، وان يجعل ذكر سجوده في الشهر كله: "عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك" تأسياً بالإمام زين العابدين (عليه السلام).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مهدي
2109قراءة
2016-01-20 16:22:33