* إنّ الإمامة الّتي كانت امتداداً روحيّاً وعقائديّاً للنبوّة ووريثاً لرسالات السّماء مارست باستمرار دورها في محاولة تصحيح مسار الدّولة وإعادتها إلى طريقها النبويّ الصحيح. وقدّم الأئمّة عليهم السلام في هذا السبيل زخماً هائلاً من التضحيات الّتي توّجها استشهاد أبي الأحرار وسيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين مع الصفوة من أهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء.
* الإمام الحسين وقف ليعالج مرضاً من أمراض الأُمّة، كما وقف من قبله أخوه الإمام الحسن ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ ليعالج مرضاً آخر.
* قالوا: إنّه كان بالإمكان عدّة بدائل للموقف الّذي اتّخذه الإمام الحسين. وقلنا: إنّ كلّ البدائل الممكنة والمتصوّرة لم تكن لتحقّق الهدف في علاج الحالة المرضيّة. وكان الطريق الوحيد لعلاج هذه الحالة هو الخطّ الّذي سار عليه سيّد الشهداء عليه أفضل الصلاة والسلام.
* بقدر ما يكون هذا المرض عميقاً، يجب أن تكون التضحية أيضاً عميقة مكافئة لدرجة عمق هذا المرض في جسم الأمّة. وهذا المرض كان يشمل كلّ قطاعات الأُمّة عدا بصيص هنا وهناك تجمّع مع الإمام الحسين عليه السلام.
* حينما كان الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام يقول: "لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برماً" لم يكن يشتكي بل كان يريد ـ في الواقع ـ أن يبدّل أخلاقيّة الهزيمة، ويصنع لهذه الأمّة أخلاقيّة جديدة تنسجم مع القدرة على التحرّك والإرادة.
* قد يذهب وهم الإنسان إلى أنّ مسلم بن عقيل كيف اتّفق له أن يفرّط بكلّ هذه القوى الضخمة الّتي كانت بين يديه؟! كيف فرّط بهذه القوى الشعبيّة الّتي بين يديه بين عشية وضحاها وبقي وحيداً فريداً يتسكّع في الطرقات؟! كيف لم يستثمر هذه القوى في معركته مع عبيد الله بن زياد؟!. في الواقع: إنّ هذه القوى لم تكن قوىً إلّا على الورق، لم تكن هذه القوى قوىً إلّا في سجلّ تسجيل الأسماء حينما سجّل الأسماء فبلغت ثمانية عشر ألفاً.
منقول من كتاب الكلمات القصار للشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره
أمانة برامج الإختصاصات
2098قراءة
2018-09-26 14:09:36