البعثة النبويّة حدثٌ فريدٌ لا نظير له
"البعثة النبويّة حدثٌ فريدٌ لا نظير له، والحقيقة أنه لا يوجد أيُّ حدث آخر في تاريخ البشر يرقى إلى أهمية بعثة الرسول وعظمتها.
حيث تجسدت في مبعث الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذروة الرحمة الإلهية ببني البشر وبالإنسانية.
إنَّ إرسال الرسل والأنبياء لهداية الإنسان ولإيصاله إلى الذروة [القمة] هو أكبر رحمة من الربّ الخالق بالبشر، وقد تمثلت ذروة هذه الحركة في بعثة الرسول الأكرم.
فُتِحَ أمامَ البشرية طريقٌ له القدرة والطاقة على أن يتقدم بالبشرية إلى الأمام حتى آخر [الحياة] الدنيا، وقد تقدمت الإنسانية منذ ذلك اليوم وإلى يومنا الراهن، وتقدمت أفكار البشر وعقولهم، وتحولت الكثير من الحقائق التي تكفلت الأديان ببيانها إلى جزء من عُرف المجتمع البشري، والحمد لله على أن قلوب كل أبناء البشر مالت وجنحت نحو المعنويات.
إنَّ جوهر قضية البعثة بتمثل بالتوحيد، والتوحيد يعني عبودية الله تعالى بشكل حصري؛ بمعنى أن لا تسيطر الأهواء والنزوات والشهوات والغضب على حياة الإنسان، وأن لا يكون الاستبداد والدكتاتورية والأنانية هي التي تدير حياة الإنسان، ويكون مصدر إدارة حياة الإنسان العلم الإلهي والقدرة الإلهية والرحمة الإلهية والفيض الإلهي والهداية الإلهية.
هذا هو معنى التوحيد. بالدرجة الأولى، كل أولئك الذين يريدون بأنانياتهم وتكبّرهم واستبدادهم وظلمهم أن يسيطروا على شؤون المجتمعات البشرية، سوف يزاحون [يُزالون] بشعار التوحيد، ولذلك يعادون هذا الشعار.
«وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا»".
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي الجمهورية الإسلامية وسفراء البلدان الإسلامية بمناسبة المبعث النبوي الشريف (14/4/2018)
برامج
2310قراءة
2019-04-04 12:57:37