ذكاء غراب
آيات قرآنيّة حملت بين طياتها عبرةً خطتها قصة من إحدى القصص القرآنيّة، وهي قصّة هابيل وقابيل ابنا النبي آدم (عليه السلام)، إلا أنّ ما يلفت النّظر هو ذاك الغراب الذي فاق بذكائه تفكير قابيل ليواري سوأته بقتل أخيه هابيل.
تحدثنا هذه الآيات الكريمة عن الدّور الذي لعبه هذا الغراب في تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه.
فلماذا اختار الله سبحانه وتعالى هذا الغراب ليمثّل هذا الدّور دون غيره من باقي الحيوانات....
للدخول في الأعماق لا بدّ أولاً من ذكر بعض ما يتميّز به الغراب... فهو طائر أسود اللون، خشن الصوت، له حدة في البصر تخوّله من رؤية التفاصيل عن بُعد، هو من آكلي الخضروات واللحوم، ويميل إلى أكل اللحوم أكثر.
اكتشف العلماء حتى اليوم خمسة وثلاثين نوعاً من أنواع الغراب تنتشر في مختلف بيئات الأرض.
يقوم الغراب بدفن موتاه من بني جنسه وذلك صوناً لكرامة الميت، فلا يتركها نهباً للجوارح من الطيور أو غيرها من الحيوانات المفترسة، أو التعفن أو التحلل في الجو.
كيف يدفن الغراب موتاه؟
يقوم الغراب بحفر الأرض بمخالبه ومنقاره -وقد يستخدم في ذلك بعض الأدوات الحجرية التي يقوم بصنعها بنفسه- حتى يكوّن حفرة عميقة، ثمّ يقوم بطي جناحي الغراب الميت وضمهما إلى جنبيه، ورفعه برفق لوضعه في قبره ثم يهيل عليه التراب حتى يخفي جسد الغراب الميت تماماً كما يفعل المسلمون بموتاهم.
من علامات ذكاء الغراب:
- للغراب قدرة فريدة على صناعة الأدوات الحجرية لاستخدامها في الحفر سواء للتنقيب عن طعامه في باطن الأرض أو لدفن موتاه.
- يمتلك الغراب أكبر حجم لنصفي المخ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة.
- لدى الغراب ذاكرة ومعرفة وإدراك وفضول وحبّ الاستطلاع وقدرة على الاتصال والتحايل على حلّ المشكلات وبناء مجتمعات دقيقة التنظيم.
- يقوم الغراب بالعديد من الأعمال الجماعيّة مثل الصّيد واللعب وبناء الأعشاش والمحاكاة ورعاية الصّغار.
- يقوم الغراب بتقليد الصّيادين بمهارة فائقة في صيد الأسماك وترطيب الطعام الجاف بالماء.
- للغراب قدرة كبيرة في اختطاف الطعام وفي إخفائه.
- الغراب قادر بمهارة على التمييز في التعامل بين القريب والغريب.
- يقوم الغراب بوضع بعض الأطعمة التي يصعب عليه فتحها عجوز الهمد والأصداف الصلبة على الطرقات حتى تدهسها السيارات المارة ليسهل أكلها.
للغراب محاكم تلتزم قوانين العدالة الفطريّة تحاكم فيها أي فرد يخرج عن نظامها كالتعدي على الآخرين أو على فراخ صغار، أو على عش أو طعام. ولكلّ جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة، فلو تعدى أحد الغربان على طعام الفراخ الصغار تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزاً عن الطيران تماماً كالفراخ الصغار قبل نمو ريشها.
فسبحان الله...
غدا الغربان ممن يقيمون العدل الإلهي في الأرض أفضل من الكثير من بني البشر.
سبحان الله القادر على كل شيء.
الأنشطة الثقافية
1986قراءة
2016-01-05 15:09:06