قصة من وحي القرآن
قصة من وحي القرآن ، وردت في سورة القلم عن أهمية الزكاة والصّدقة:
كان هناك شيخ وكان له جنة لا يدخل إلى بيته ثمر منها إلا ويتصدق منه على الفقراء. فلما مات الشيخ ورثه أولاده وكانوا خمسة، فحملت الجنة في تلك السنة التي مات فيها أبوهم ثمراً لم تحمله من قبل، فذهب الأولاد إلى الجنة عصراً فلما رأوا الرزق الكثير طمعوا وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخاً كبيراً قد ذهب عقله وخرف فتعالوا لا نعطي أحداً من الفقراء في هذا العام حتى تكثر أموالنا ونصبح أغنياء ثم نعطي منها في السنين القادمة.
رضي أربعة منهم بهذا الإتفاق أما الخامس فقد اعترض على إتفاقهم ولم يرض به وقال لهم : اتقوا الله وسيروا على منهاج أبيكم وخوّفهم من عقاب الله.
في صباح اليوم التالي ذهبوا إلى جنتهم دون أن يعلموا ماذا حل بها وقد أقسموا أن لا يدخلها مسكين في ذلك اليوم { أن لا يدخلنها اليوم عليم مسكين } ، فلما رأوها وجدوها وقد احترقت كلها واحترق ثمرها. فندموا كثيراً وبدأوا يلومون أنفسهم على ما عزموا عليه،{ فلم رأوها قالوا إنا لضالون } { بل نحن محرومون} فقال لهم أوسطهم "وهو الذي اعترض على قرارهم {ألم أقل لكم لولا تسبحون } {قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين }. وهنا يقول الله تعالى:{ وكذلك العذاب، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } لمن يمنع حق الله في أمواله التي أعطاه الله إياها.
دروس وعبر:
1. إن المال الذي معنا ليس ملكنا،بل هو ملك الله، والله قد قسمه بيننا وبين الفقراء، فالذي لا يعطي الفقراء حقوقهم مثله كمثل السارق الذي يسرق أموال الناس .
2. أن لا نخاف الفقر من جراء الصدقة، فالله الذي أعطانا قادر على أن يعطينا أكثر، والله وعد المتصدقين بزيادة أموالهم في الدنيا، وبالثواب العظيم في الآخرة{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمث حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء}
3. في مقابل الثواب العظيم للمتصدقين في الدنيا والآخرة، هناك العذاب الأليم لمانعي حق الفقراء من زكاة وخمس في الدنيا والآخرة. عن الرسول (ص) قال: ما من يوم يصبح فيه العبد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً. ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً.
والحمد لله رب العالمين
الأنشطة الثقافية
1421قراءة
2016-01-05 15:36:37