الدنيا في ضوء الآيات القرآنية
وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ
[القصص : 60]
إنها الدنيا... التي اختلفت الآراء في توضيح المراد منها، فمنهم من قال أنّ المراد منها هو كل ما هو كائن قبل انهدام النظام الكوني المؤذن بفناء الدنيا واستقبال الآخرة.
ومنهم من أعرب على أنه الأرض وما عليها، أو أنه الأموال والأمتعة، أو التمتع بملاذ الدنيا كالمأكول والمشروب..
لماذا سميت الدنيا بهذا الإسم؟
إنّ الدنيا مأخوذة من كلمة الدنو، والدنو على معانٍ منها: السّافل والقريب.
يقول الله في محكم كتابه:
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [السجدة : 21] قيل في هذا: العذاب الأدنى أي عذاب الدنيا.
عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى [الأعراف : 169] يعني الدنيا من الدنو بمعنى القرب لقربها من الآخرة، فكأنه أجل قريب.
أسماء الدنيا في القرآن الكريم:
1. الدنيا: ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [آل عمران : 14]
2. العاجلة: إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً [الإنسان : 27].
3. الأدنى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [الأعراف : 169].
4. الأولى: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى [الضحى : 4].
5. الحياة: قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ [طه : 97].
ماذا ينبغي الأخذ من الدنيا؟
هناك أعمال يقوم بها الإنسان في الدنيا، ويسعى إلى قطف ثمار جهوده فيها، إلا انها في الحقيقة من الآخرة وليست من الدنيا، ومن ذلك:
1. عدم نسيان النصيب من الدنيا: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص : 77]. فما جعله الله حلالاً طيباً في الدنيا هو مشروط بعدم التعلق القلبي به، وسير الإنسان نحو الله تعالى مع العلم بفناء الدنيا وبقاء الآخرة.
2. عدم حرمان النفس من طيبات الدنيا مع عدم الإضرار بالدين والآخرة: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأعراف : 32].
3. الأخذ بأسباب القوة والغنى والثراء إذا توقف إعزاز الدين والمؤمنين على ذلك: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [الأنفال : 60].
4. التوسعة على العيال.
5. الصلاة وسائر العبادات.
6. عمارة الدنيا واتخاذها مسجداً لله سبحانه.
وغيرها الكثير الكثير.
الأنشطة الثقافية
1447قراءة
2016-01-05 15:44:12