12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القرآن الكريم >> أنغام القرآن

أنغام القرآن

ينقل سيد قطب - مفسّر معروف للقرآن الكريم - ما يلي: لا أتكلّم عن حوادث الآخرين وإنما أنقل ما حدث لي وكان معي ستة نفرات[1] ينظرون إلى ذلك وحدوثه:
كنا ستّة مسلمين نقصد نيويورك في باخرة عبر المحيط، وكان مجموع من يسافر 120 شخصاً (رجلاً وامرأة)، ولا يوجد بينهم سوى ستة مسلمين. خطر ببالنا يوم الجمعة أن نُقيم صلاة الجمعة في قلب المحيط وعلى ظهر الباخرة وكنّا نبغي من ذلك الوقوف أمام مبشّر من دين آخر لم يتوقف عن التبشير، بالإضافة إلى إقامة فريضة إسلامية، وإنّ المبشّر كان يميل إلى دعوتنا إلى دينه الذي يعتقد به أيضاً.
تولّيت إمامة الجمعة وخطبة الصلاة، واللطيف أنّ المسافرين تجمّعوا حولنا وكانوا يُراقبوننا بدقّة.
وبعد انتهاء الصلاة أتانا العديد منهم يبارك لنا هذا التوفيق، ومن بين هؤلاء كانت سيّدة فرّت من جهنّم تيتو والشيوعيّة، لقد تأثّرت بصلاتنا بشدة إلى حدٍّ سالت من عينيها الدموع وفقدت السيطرة على نفسها، فقالت باللغة الإنكليزيّة وبصوت يطغى عليه التأثّر والخشوع: (من جملة ما قالته) قولوا لي شيخكم في أيّ لغة كان ينطق؟ وضّحنا لها أن هذه الطقوس (أي الصلاة) هي مراسيم إسلاميّة يمكن لأي مسلم الإتيان بها، وقلنا لها: إننا نتكلّم العربيّة.
فقالت: مع أنّني لم أفهم حتى كلمة واحدة من مطالبكم ولكن كان هناك بين طيّات الخطبة جمل متميّزة بوضوح عن باقي الحديث، وإن لهذه الجمل وقعاً خاصّاً ومؤثّراً جداً وعميقاً للغاية، لقد كانت مؤثّرة ومحرّكة بالمستوى الذي ارتعشت لها أطرافي، وكنت أشعر أنّه كلما كان يقرؤها إمام جماعتكم يمتلئ وجوده من الرأس حتى القدم بروح القدس.
تأملنا قليلاً، ثمّ عرفنا أنّ ما تعنيه هو الآيات القرآنيّة التي كنت أقرأها في صلاتي وخطبتي. لقد تأثّرنا نحن كذلك لهذا الأمر وعرفنا أنّ نغمة القرآن الخاصّة هي مصدر ذلك بحيث تركت بصماتها حتى على سيّدة لا تفهم كلمة واحدة منه[2].

[1] - أشخاص.

[2]الشيرازي، الشيخ ناصر مكارم، ج 8، ص 292

 

 

الأنشطة الثقافية
1417قراءة
2016-01-07 07:42:05

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع