12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القرآن الكريم >> الجائزة الثمينة

الجائزة الثمينة

استيقظ عبد الرحيم قبل صلاة الفجر بساعة، توضّأ وشرع في صلاة الليل، وقبل آذان الفجر بقليل أيقظ زوجته أسماء لأداء الصلاة واستعد هو للخروج من المنزل، فسألته أسماء : إلى أين يا عبد الرحيم؟
قال: إلى مسجد النبي لأصلي جماعة.
قالت أسماء: إفعل شيئاً يا عبد الرحيم لقد نام الأطفال ليلة البارحة وهم جياع.
قال عبد الرحيم: سمعت أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال: " الجلوس في المسجد بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض."

بعد الصلاة جماعة جلس عبد الرحيم يقرأ القرآن حتى طلعت الشمس، ثم توجّه إلى دكان جاره فقال صاحب الدكان: إلى متى يا عبد الرحيم؟ لقد أصبح دَينُك عشرين درهماً. أطرق عبد الرحيم وقال: عسى الله أن يرزقني عن قريب وأسدد جميع ما في ذمتي من الديون.
فقال ابن اسحاق: لماذا لا تعمل في التجارة وتترك مهنتك؟
قال عبد الرحيم: لا يا أخي، إنها مهنة يحبها الله ورسوله، وهي أعظم عندي من الدنيا وما فيها.
ثم ودّعه وجلس في زاوية في المسجد ينتظر قدوم الأطفال.

بدأ الأطفال يطلون واحداً تلو الآخر، ولما اكتمل عددهم بدأ عبد الرحيم درس القرآن قائلا: لقد انتهينا يوم أمس من قراءة سورة الفاتحة، فمن حفظها منكم؟
رفع جعفر الطالب الجديد يده، فأشار إليه معلمه عبد الرحيم أن يبدأ بالتلاوة. قرأ جعفر سورة الفاتحة على أحسن وجه.
قال المعلم: أحسنت يا جعفر. ثم تداور الأطفال فيما بينهم قراءة السورة والمعلم يصحح ويحثّهم على حفظ ما تبقى منها.
أتمّ عبد الرحيم الدرس، ثم طلب من الأطفال التفرّق، فقام إليه جعفر واقترب منه قائلاً: يا معلمي قرأت على والدي سورة الفاتحة يوم أمس فطلب مني أن أدعوك إليه.

وصل عبد الرحيم إلى منزل والد جعفر وإذا به يرى عالماً جليل القدر يستقبله، سُرّ عبد الرحيم، وسرعان ما أمر العالم أن يُعطى عبد الرحيم ألف دينار وبعض الهدايا الثمينة. تعجّب عبد الرحيم وحاول أن يتنصّل من قبول الهدية، ولكن والد جعفر أصر قائلاً: كيف لعطيّتي هذه أن تساوي تعليمك ولدي القرآن.

الأنشطة الثقافية
1367قراءة
2016-01-07 07:47:14

تعليقات الزوار


تدريب