تفسير سورة القارعة
{بسم الله الرحمن الرّحيم}
{القارعة * ما القارعة *وما ادراك ما القارعة * يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فأمّا من ثقلت موازينه * فهو في عيشة رّاضية * وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاوية * وما أدراك ما هية * نارٌ حامية}
القارعة وهي القيامة وسمّيت بالقارعة لأنّها تقرع القلوب وتصيبها بالفزع والهلع ، ثمّ لتعظيم شأنها قال سبحانه (ما القارعة) سؤال عن حقيقتها لتفخيم أمرها (وما أدراك ما القارعة ) هذا تعظيم لشأنها وأنّك لن تدرك حقيقتها وأيّ شيء يعرّفك بها وهي أكبر مما يمكن تصوّره .
{يوم يكون النّاس كالَفراش المبثوث }
عندما تأتي القيامة عندها يخرج الناس من قبورهم في حالة ذهول لا يعرفون كيف يتوجهون كأنّهم فراش منشور في كلّ الإتّجاهات فهم في حيرة لجهلهم بمصيرهم وما ينتظرهم .
{وتكون الجبال كالعِهن المنفوش }
الجبال على صلابتها وضخامتها تصبح كالصّوف المندوف الذي تفرّقت أجزائه وتناثرت حتّى تصبح كالهباء المنثور .
{فأمّا من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية }
يعني ترجح الحسنات أو يراد ترجيح الموازين أنفسها حيث توضع الحسنات في كفّة والسّيئات في كفة فترجح كفّة الميزان الذي يحمل الحسنات ، فمن رجحت حسناته فهو في عيشة يرضاها ويرضى بها وهي الجنّة التي كان يسعى إليها وإسناد راضية إلى العيشة مبالغة في الإسناد وإلا فإن أصحابها هم في عيشة راضية .
{ وأمّا من خفّت موازينه * فأمّه هاوية }
إذا غلبت السّيئات الحسنات فهذا مصيره إلى النّار يهوي بها ويسقط في دركاتها (فأمّه هاوية ) مرجعه الذي يأوي إليه ويهوي في أحضانه هي النّار ، وسمّيت النار أمّاً له باعتبار أنّه يأوي إليها كما يأوي الطفل إلى أمّه (وما أدراك ما هية ) هذا تعظيم لشأن الهاوية وأنّه كيف تعرفها وهي محجوبة عنك ؟ ثم فسّر الهاوية فقال (نارٌ حامية ) نارٌ شديدة الحرارة ملتهبة لا يتصوّرها البشر
{صدق الله العليّ العظيم }
أوضح البيان في تفسير القرآن
السيّد عباس علي الموسوي
الأنشطة الثقافية
1528قراءة
2016-01-07 08:38:07
fatimaM |