12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القرآن الكريم >> يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ

يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ

يقول الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه العزيز: "يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ..". (سورة النور، الآية 35).

إن شجرة الزيتون شجرة مباركة تنتمي إلى عائلة الزيتيات، وهي معروفة منذ القدم لشهرة زيتونها وزيتها، وقد جاء ذكرها باللفظ في خمس آيات قرآنية كريمة، منها اثنتان في سورة الأنعام، حيث يقول الله عزَّ وجل: "وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه... " و "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ...". كما قال تعالى أيضاً في سورة النحل: "يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ والأعْنَاب...".

أمّا في سورة عبس، فقد ورد قوله تعالى "وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً" . كما أتى عزّ وجلّ على ذكر الزيتون في سورة التين، حيث قال "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" ، وفي هذه الآية المباركة يُقسم الخالق بالزيتون، وهو، جلّ وعلا لا يُقسم إلا بعظيم خلقه.

كانت نشأة شجرة الزيتون في جبل الطور، كما جاء قوله تعالى في سورة المؤمنون: "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاء تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآَكِلِينَ "، وهي الآية الكريمة السادسة التي يُذكر فيها الزيتون، لكن هذه المرة ليس باللفظ وإنما بالتعريف العلمي. والحديث في هذه الآية لا يخصّ التغذية، وإنما يخصّ العلاج.

فقد وُصفت شجرة الزيتون بالمباركة بحيث يتسع معنى هذا الوصف ليشمل المزايا الزراعية والبيئية والغذائية والطبيّة لهذه الشجرة المثمرة، التي تكاد تكون الوحيدة التي لا تفسد التربة، ولا تحتاج إلى الماء بكثرة، ولا تفسد المزروعات.

تعيش شجرة الزيتون أزْيَد من ألف وأربعمائة سنة بدون نقصان في الإنتاج، خصوصاً إذا كانت الأغراس طبيعية والعناية بها جيّدة، وهي لا تُلقي بأوراقها في فصل الخريف، ولا تؤثر فيها العوامل البيئية القاسية كما هو شأن الأشجار الأخرى. مع العلم بأن شجرة الزيتون لو ماتت وانقرضت، ولم يبقَ منها إلا عرقٌ صغير فغُرس في الأرض، لتمكّنت من الإنبات مجدداً والنموّ كما لو كانت شجرة كاملة.

تحتوي شجرة الزيتون في أوراقها على مكوّنات صحيّة وطبيّة ومواد نافعة جداً، وقد تشفي من أمراض عدّة، حيث استُخدم مُستخلص أوراق الزيتون في خفض الضغط الدموي، وخفض الكوليسترول في الدم، وكبح السرطان. ولهذه المواد قوّة عالية في محاربة الباكتيريا المقاومة للمُضادات، وكبح الفايروسات والخمائر والفطريات، ولها كذلك قوة في تفادي كل الأعراض المتعقلة بأمراض القلب والشرايين.

وبحسب بعض الباحثين، فقد أظهرت أوراق الزيتون نتيجة عالية في شفاء داء المفاصل والروماتيزم وإصابات الشعر والأظافر والجلد وتسوّس الأسنان.


إنّ الله سبحانه وتعالى ما أوجد هذا الكون وما فيه من حيوان ونبات وجماد إلا لغاية يريدها، وقد خلق كلّ شيء بدقة متناهية ووفق ما تدعو الحكمة، وما يقتضي النظام، وما يحقّق الابداع، دون زيادة أو نقصان، بل بحسب اتزان شامل واتقان كامل وحساب دقيق، وهذا ما جاء في قوله عزّ وجلّ: "إنا كل شيء خلقناه بقدر". "فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ".

 

الأنشطة الثقافية
1415قراءة
2016-01-07 08:57:08

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا