"شهر رمضان" ربيع القرآن
في خطبته التي وجّهها رسول الله(صلّى الله عليه وآله) للمسلمين لدى استقبال شهر رمضان المبارك يقول: "....ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور".
شهر رمضان شهر ربّ العالمين، وهو أشرف الشهور وأعظمه، شهر تُفتح فيه أبواب السماء، وأبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران.
وقد تشرّف هذا الشهر بنزول القرآن فيه، فاختصّه الله بالصيام، ولا يعقل شرف فوق شرف كتاب الله عزّوجل، وقد ورد في الأخبار أنّ الكتب السماويّة من صحف إبراهيم، والتوراة، وزبور داوود، والإنجيل، والقرآن نزلت في هذا الشهر.
ففي الكافي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال:
"نزلت صحف إبراهيم(ع) في أوّل ليلة من شهر رمضان
- ونزلت التوراة لستِ مضين من شهر رمضان
- وأُنزل الإنجيل لثلاث عشر خلون من شهر رمضان
- وأُنزل الزبور لثمانِ عشر خلون من شهر رمضان
- وأنزلَ القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان".
ولتلاوة القرآن وتدبّر آياته موقعيّة وميزة خاصّة في هذا الشهر الكريم، وبهذا الاعتبار فإنّ من الأعمال المهمّة والواجبات التي ينبغي أن نلتفت إليها في ليالي شهر رمضان وأيّامه أن نعود إلى كتاب الله، حتّى لا تشملنا الشكوى التي يبثّها رسول الله(صلّى الله عليه وآله) يوم القيامة، والتي يخاصم بها الناس جميعاً على رؤوس الأشهاد، حيث تكون الأفواه مطبقة " اليوم نختم على أفواههم" والأصوات خاشعة، والأبصار شاخصة، ففي تلك اللحظات الرهيبة التي ينتظر فيها كل فرد حسابه، وصحيفة عمله، ينطلق رسول الله(صلّى الله عليه وآله) ليشكو إلى الله هجران الناس لكتابه العزيز، كما ورد في القرآن الكريم وقال الرسول(صلّى الله عليه وآله) " يا ربِّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا".
فيخاطب الله تبارك وتعالى كتابه المهجور بقوله: " وعزّتي وجلالي، وارتفاع مكاني، لأكرمنَّ اليوم من أكرمك، ولأهيننَّ من أهانك".
وهذه الشكوى قد تنالنا يوم القيامة، ويكون رسول الله(صلّى الله عليه وآله) خصيمنا ما لم نعمل على رفع مهجوريّة القرآن من حياتنا.
ولكي نرفع مهجوريّة القرآن لا بدّ من البدء بالخطوة الأولى التي هي تلاوته وقراءته في كل يوم، لنزيل صدأ القلوب، وقساوته، وقد عبّرَ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) عن هذه الحقيقة بقوله:"إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، فقيل: يا رسول الله فما جلاؤها؟ قال: " تلاوة القرآن".
* فضل تلاوة القرآن في الروايات:
- عن الإمام الباقر عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ،ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين".
- وقال عليه السلام : " ما يمنع التاجر المشغول منكم في سوقه وتجارته إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فيكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسناتٍ ويمحى عنه عشر سيئات".
- وفي الحديث أيضا: "ان البيت الذي يُقرأ فيه القرآن، ويُذكر الله فيه، تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض. وإن البيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن ولا يُذكر الله فيه، تقلّ بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مهدي
2840قراءة
2016-01-20 18:03:59
تنمية مجتمع |