12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> الإمام الخميني العظيم


في العام 1902 أطل روح الله الخميني "قده" على العالم في بيت من بيوت العلم والإيمان، ومن عائلة تنسب إلى سلالة الرسول محمد"ص" في مدينة خمين في إيران، عاش يتيم الأب محروماً من حنان الأبوة منذ الشهور الأولى من حياته، عندما قتل الباشوات المدعومين من السلطة آنذاك أباه آية الله السيد مصطفى الموسوي"قده" الذي كان يحتل مركزاً مرموقاً علمياً واجتماعياً في بلدته، وقد أمضى طفولته في رعاية والدته السيدة هاجر سليلة عائلة المرحوم آية الله خونساري، تساعدها في تربيته عمته، وقبل أن يكمل سن الخامسة عشر فقد عمته وأمه، فغدا بذلك يتيم الأبوين ليدخل روح الله مرحلة الشباب في ظروف عائلية قاسية، بدا الفتى روح الله رحلته العلمية الدراسية في سن مبكرة، فدرس آداب اللغة العربية والمنطق والفقه والأصول، متخطياً المراحل الأولى بسرعة وتفوق على أيدي علماء منطقته، لاسيما أخيه الأكبر آية الله اليد مرتضى بسنديدة منتقلاً من خمين إلى أراك، ثم إلى حوزة قم بعد أن طوى مراحل دراسته للمقدمات والسطوح. وفي العشرين من عمره بدأ في قم إكمال دراسته وتحصيله للعلوم الإسلامية، ودفعته روحه الوثابة إلى عدم الاكتفاء بدراسة الفقه والأصول والتعمق بهما فدرس علم المعاني والبيان، وكذا الرياضيات والهيئة والفلسفة والعرفان، إضافة للعروض والقوافي والفلسفة الغربية والأخلاق، كل ذلك على أيدي كبار العلماء كالقزويني واليزدي والأصفهاني والتبريزي والحائري والبروجردي.
وسرعان ما كوّن لنفسه كياناً علمياً ومجالاً عملياً مستقلاً وأصبح من أبرز علماء قم المجتهدين، وشاع عنه الزهد والتواضع والتعبد والتقوى وبدأت الحوزة بطلابها وأساتذتها تنجذب إليه، فبرز بين أقرانه مدرساً مميزاً في آرائه في الفقه والأصول والفلسفة والعرفان والأخلاق ومنظماً لشؤون حياته الشخصية تنظيماً دقيقاً وشاملاً، وعرف عنه اهتمامه بالوقت واستثماره لكل لحظة منه، وبرغم كثرة مريديه من العلماء والطلبة للمرجعية، وامتلاكه لآراء متميزة عن سائر المجتهدين لم يسع لتبوّء هذا المنصب، محافظاً على احترامه الكبير للمراجع وكان يردد دائماً " إنني كأحد خدام العلماء الأعلام والشعب المسلم حاضر للتنازل لأصغر الأفراد من أجل المصالح الإسلامية الكبرى ناهيك عن العلماء الأعلام والمراجع العظام.
وقد درّس الإمام في الحوزة المئات من الطلاب في قم والنجف، وينقل بعض طلابه أن حوزة الإمام الخميني في قم كانت تعد من أفضل المراكز التعليمية وقد قارب عدد من يحضرون درسه الدورات الدراسية أكثر من ألف طالب وخرَج من بينهم العشرات من المجتهدين المعروفين والمعترف باجتهادهم كالشهيد المطهري و د. بهشتي، وغيرهما من أعلام الثورة والجهاد.
منقول للفائدة

دليلة
1331قراءة
2015-12-14 22:52:16

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا