ما هي الحياة الطّيبة؟ وما هي مستلزمات تحقّقها؟
أسرة السيدة الزهراءعليها السلام ونموذج الحياة الطيبة
الحياة الطّيّبة: "الوضع المنشود لحياة البشر، في مختلف الأبعاد والدرجات، على أساس النّظام المعياري الإسلامي -المباني والقيم التي يتبنّاها الدّين الإسلامي- والتي من خلال تحقّقها، يتمّ الوصول إلى غاية الحياة، أي القرب من الله. هذا النّوع من الحياة يوجب علاقة واعية، اختيارية، مع حقيقة الوجود، وتقوية العلاقة معه في جميع الأبعاد الفردية والاجتماعية، والتي يجب أن ترتكز على الاختيار والالتزام الواعي والحر بالنّظام المعياري الإسلامي".
تعريف القائد الخامنائي (حفظه المولى): "هي تلك الحياة التي تأمن فيها روح الإنسان وجسمه ودنياه وآخرته، ففيها يتمّ تأمين الحياة الفرديّة والطّمأنينة الروحية والسكينة والاطمئنان والراحة الجسدية، وأيضاً الفوائد الاجتماعيّة والسعادة والعزة الاجتماعية والاستقلال والعلم والتّطوّر والأخلاق والحلم والصّفح".
يقول تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِوَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾
"...ولكي يتمكّن الإنسان أن ينتقل في هذه الدنيا إلى الحياة الطّيبة، أن يقاوم كل التعلقات المتمكنة من نفسه، ويجرد نفسه منها، وهو يعيش مع الناس في دنياهم ويشاركهم في السّراء والضّراء.." الحياة الطّيبة تقتضي الارتقاء والبصيرة في مختلف الميادين العبادية، الاخلاقيّة، العقائدية، السياسية، الاجتماعية، والثقافية. كما وتقتضي تحقيق الكرامة الذاتية، واكتساب الفضائل الاخلاقية ومن جملتها: الإيمان والتقوى، التولي والتبري والعمل الصالح...
وعندما سئل أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن قوله تعالى " فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، قال: "هي القناعة" وهي حالة نفسانية في باطن الإنسان، بأن ينظر إلى ما يملك، ولا ينظر إلى ما لا يملك، ولذلك قيل: "القناعة راحة الأبدان"، فهي دعامة أساسية تضمن لصاحبها هدوء البال، وتنأى به عن اللهاث وراء الدّنيا بكل ما فيها من حسرات التنافس والتنازع على شهواتها، وبالمقابل فإن الرّفاهية تعيد الميكروب المعنوي للحياة الذي يخرب ثقافة الفرد الإلهية، يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "أعون شيء على صلاح النّفس القناعة"، ولذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لفاطمة عليها السلام عندما يراها تطحن بالرّحى، وعليها كساء غليظ من أجلة الإبل: "يا فاطمة تعجّلي فتجرّعي مرارة الدّنيا لنعيم الآخرة غداً".
تدريب
1766قراءة
2015-12-20 18:44:10