شهر التأمل
لا يوجد شهر يماثل شهر رمضان، فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً، ففيه (تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات) كما روي عن رسول اللَّه (ص): "إنّ الشّقيّ من حرم غفران اللَّه في هذا الشّهر العظيم".
قد يغفل البعض عن أنّ حصول تلك النّتائج بحاجة إلى توجّه وسعي، فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمّل ومحاسبة للذات، إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، وبذلك يكون قد تخلّص من تلك الانشدادات ممّا يعطيه فرصة للانتباه لذاته ونفسه. وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم، فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، ولا ينبغي للمؤمن ان يفوت ساعات الليل في النوم أو الارتباطات الاجتماعية ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة، وينبغي أن يخطط المؤمن لهذه الصلاة حتى تؤتي بأفضل ثمارها ونتائجها، فيؤديها وهو في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب، بل يكون غرضه منها تحقيق أهدافها، وكما قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الكريم: "وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُوداً". هذا إضافةً إلى الأعمال التي لا يجب على المؤمن أن يغفل عنها في هذا الشّهر المبارك، وأبرزها قراءة القرآن يوميّاً لكن ليس فقط لختمه بل للتّمعّن فيه. أيضاً، لا بدّ لنا من الحفاظ على قراءة الأدعية الّتي تهذّب النفس في هذا الشهر المبارك.
وتقبّل الله أعمالكم بأحسن القبول
تنمية مجتمع
1114قراءة
2016-01-05 22:55:48