موجبات رضوان الله سبحانه
ورد في القرآن الكريم
فمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَان اللّهِ كمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّم وَبِئْسَ الْمَصِيرُ1
الفرق كبير بين من اتبع رضوان الله وحاز على مساكن طيبة في جنات عدن وبين من أسخط الله وأُدخل جهنم وبئس المصير.
يتحقق رضى الله سبحانه بالابتعاد عن المحرمات واجتناب المكروهات والالتزام بالواجبات والمستحبات، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): " رضى الله مقرونٌ بطاعته"2.
ففي الالتزام بطاعة الله سبحانه مصلحة للإنسان في دار الدنيا والآخرة، فالصوم مثلاً صحة للجسم في الدنيا وجنات عدنٍ في الآخرة.
ويقول الشيخ بسام خضرة أنّ فكرة "ساعة إلك وساعة لربك" إنما هي مغالطة شيطانيّة واضحة البُطلان، فإذا كانت ساعة الفرح والتسلية لك، وساعة العبادة أيضاً لك لأنّك ستفوز بجنات عدن تجري من تحتها الأنهار،
فأين ساعة ربّك؟
هذا القول خدعة يشجعنا الشّيطان من خلاله على ترك المستحبات وتخفيف الواجبات، فإذا انخدعنا وتجاوبنا تجرّأ وأبعدنا عن الواجبات وأوقعنا بالمحرمات.
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "ثلاثة يُبلِغنَ بالعبد رضوان الله كثرة الاستغفار وخفض الجانب وكثرة الصّدقة"3.
هنا يوضّح الإمام (عليه السلام) أنّه على الإنسان أن يلتفت إلى ذنوبه ويستغفر ربه عنها ويبادر إلى التوبة وطلب المغفرة، وأن يتواضع لله بطاعته ويتواضع أمام الناس، ويكثر الصدقة فهي تطفئ غضب الرب، فإذا فعل هذه الأمور فاز برضى الله.
وعنه (عليه السلام): "من أسخط بدنه أرضى ربه ومن لم يسخط بدنه عصى ربه"4. يطلب أمير المؤمنين (عليه السلام) من الإنسان أن يجاهد نفسه فيقف عند رغباتها المحرمة، ولا يتحرك في ثورة الغرائز بالطريق المحرم فإنّ النفس أمارةٌ بالسوء.
أخي وأختي المؤمنة...
إليكم موعظة لأمير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيها: " معاشر الناس اتقوا الله فكم من مؤمل ما لا يبلغه، وبان ما لا يسكنه، وجامع ما سوف يتركه. ولعله من باطل جمعه، ومن حق منعه. أصابه حراما، واحتمل به آثاما، فناء بوزره، وقدم على ربه آسفاً لاهفاً قد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين "5.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة آل عمران، آية162
214 - غرر الحكم ودرر الكلم، ج 1 ص 422 ح 27.
3 كشف الغمة، ج3، ص141.
4الخصال، الشيخ الصدوق، ص 15
5 نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع)، ج4، ص80
الأنشطة الثقافية
1163قراءة
2016-01-07 14:21:39