إضاءة
"ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إنّ الله تعالى لما أراد أن يخلق خلقاً بيده وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة فكشف عن أطباق السماوات وقال للملائكة: انظروا إلى أهل الأ رض من خلقي من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون فيها بالمعاصي عظم ذلك عليهم فقالوا: ربنا أنت العزيز القادر، وهذا خلقك الضعيف يعيشون برزقك ويعصونك ولا تنتقم لنفسك، فلما سمع ذلك من الملائكة قال إني جاعل في الأرض خليفة يكون حجة في أرضي.
فقالت الملائكة: تجعل فيها من يفسد فيها كما أفسدت بنو الجان فاجعل ذلك الخليفة منا فإنا لا نعصيك ونسبح بحمدك ونقدّس لك. فقال عزّ وجل: إني أعلم ما لا تعلمون أريد أن أخلق خلقاً بيدي واجعل من ذريته أنبياء وعباداً صالحين وأئمة مهديين اجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي وأطهر أرضي من النسناس وأنقل مردة الجن العصاة على خلقي وأسكنهم في الهواء وفي أقطار الأرض، واجعل بين الجن وبين خلقي حجاباً".
من هذه الرواية نستوحي بأنّ هناك خلقاً كانوا يعيشون في الأرض وكانوا مستوحشين يعصون الله، حتى خلق الله آدم (عليه السلام) فعندها كانت بدء حضارة الإنسان والذي قال عنه كُتّاب الحضارة بأنه الإنسان المتصل بحضارتنا، فجعلنا الله من ذريته وهدانا به إلى معنى الإنسانية الحقيقي وعرّفنا على الحياة الحقيقية للإنسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سرُّ الخلق، الشيخ العاملي، دار المحجة البيضاء
الأنشطة الثقافية
1143قراءة
2016-01-07 14:45:12
doha tarhini |