الطّيور تحولت إلى ملائكة
عن بعض أصحاب رسل الله قالوا: كنا جلوساً مع سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في جامع الكوفة، وإذا بحمامةٍ قد سقطت في حجر الإمام ودخلت في ردنه الأيمن وطلعت من ردنه الأيسر وقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: وعليك السلام، ما حاجتك؟
فقالت: يا مولاي اعلم أن لي فروخاً ببعض الأشجار يرفرفون من الجوع فخرجت من الفجر إلى بعض القيعان ألتقط لهم شيئاً من الحب لعلّ الله يرزقني، وإذا قد سقط عليّ صقر حادّ النّاب طويل المخلاب وقد أتاني أسرع من البرق الخاطف وأراد أن يجلبني فسبقته بعدوي وقد أتيت إليك يا مولاي يا أمير المؤمنين فأجرني منه، فقال الإمام (عليه السلام): الله قد أجرك، قال فبينما الحمامة تخاطب الإمام وإذا بالصّقر قد سقط في حجر الإمام (عليه السلام) فقال له: قف عمّن أجرته، فوقف الصّقر وقال: يا مولاي هذه الصّيدة صيدتي وهي حلال فإنّ الصيد حلله الله تعالى، فقال له الإمام: أخبرني بقصتك أنت والحمامة، فقال: يا مولاي إعلم أنّ لي ثلاثة أيام ما استطعمت فيه بطعام فلما أضاء الفجر فنزلت من وكري أطلب شيئاً من الرزق لعلّ الله تعالى يرزقني وإذا بهذه الحمامة في بعض القيعان تلتقط الحب فحملت عليها وهذه صيدتي ولا هي حرام عليّ.
فقال الإمام (عليه السلام): لا بأس عليك أيها الصّقر فهذه قد صارت في جواري وفي حماي أعطيك عوضها حمامة فقال: ما أرضى ولو أعطيتني عشر حمامات، فقال (عليه السلام): أعطيك عوضها لحماً أو شاة من الغنم، فقال: ما أرضى، إنّ لحم الضأن ليس يباري لحم الطير، فقال الإمام (عليه السلام): أخبرني ما يرضيك عوضها؟ فقال: ما أرضى عوضها إلا قطعة من لحم فخذك أسدّ بها جوعتي.
فقال الإمام علي (عليه السلام): حباً وكرامة، قم يا قنبر فأتني بالسّكين والميزان حتى أعطي هذا الصّقر عوضاً عن صيدته، فقال قنبر: حباً وكرامة يا مولاي.
ثمّ إنّ قنبر أحضر السّكين والميزان، فأخذ الإمام السكين ومكّنها من فخذه غير جازع فصاح الصّقر: يا أبا الحسن لا تعجل فأنا جبرائيل وهذه الحمامة ميكائيل أرسلنا الله إليك لننظر صبرك، فتعجّب الناس من حلم أمير المؤمنين (عليه السلام) وصبره وقوة قلبه، وتعجبوا من الصقر والحمامة.
الأنشطة الثقافية
1333قراءة
2016-01-07 14:46:33
doha tarhini |