يا ابن آدم عندك ما يكفيك

إن الله تعالى يقول:
إني حبيب لمن أحبني.

يا داوود بلغ أهل الأرض: إني حبيب لمن أحبني، وجليس من جالسني، ومؤنس من أنس بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني، ما أحبني أحد من خلقي، عرفت ذلك من قلبه، إلا أحببته حباً لا يتقدمه أحد من خلقي. من طلبني بالحق وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها، وهلموا إلى كرامتي، ومصاحبتي، ومجالستي، وأنسوا بي أوانسكم، وأسارع إلى محبتكم.

يا داوود، من أحب حبيباً صدق قوله، ومن رضي بحبيب رضي فعله، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه، ومن اشتاق إلى حبيب جد في السير إليه، يا داوود ذكري للذاكرين، وجنتي للمطيعين، وحبي للمشتاقين، وأنا خاصة المحبين.

يا ابن آدم! في كل يوم يأتي رزقك وأنت تحزن! وينقص من عمرك وأنت لا تحزن! تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك.

جاء في الوحي القديم: يا ابن آدم! خلقتك من تراب، ثم من نطفة ولم أعي بخلقك، أيعييني رغيف أسوقه إليك في حينه.

فيما أوحى الله إلى عزيز: إذا وقعت في معصية، فلا تنظر إلى صغرها، ولكن انظر إلى من عصيت. وإذا أوتيت رزقاً مني، فلا تنظر إلى قلته، ولكن انظر إلى من أهداه إليك. وإذا نزلت بك بلية فلا تشكو إلى خلقي، كما لا أشكوك إلى ملائكتي عند صعود مساويك وفضائحك.

وفيما أوحى الله تعالى أيضاً إلى النبي داوود (عليه السلام):

يا داوود، إني وضعت خمسة في خمسة، والناس يطلبونها في خمسة غيرها، فلا يجدونها:

1. وضعت العلم في الجوع والجهد، وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه.

2. ووضعت العز في طاعتي، وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه.

3. ووضعت الغنى في القناعة، وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه.

4. ووضعت رضائي في سخط النفس، وهم يطلبونه في رضا النفس فلا يجدونه.

5. ووضعت الراحة في الجنة، وهم يطلبونها في الدنيا فلا يجدونه.
يا ولي التوفيق، يا علي، يا عظيم، يا أول، يا آخر، يا باطن، يا ظاهر، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اغفر للمؤمنين والمؤمنات واقضِ لنا يا رب حوائجنا وحوائج المؤمنين والمؤمنات بحق محمد وآله الأطهار.