لماذا لا يستجاب الدعاء؟؟؟
ورد في كتاب الله الحكيم : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ مطلقة وبدون ذكر أي شرط، فلماذا لا تستجاب أكثر الأدعية مع مراعاة الشروط المذكورة في الروايات أيضاً؟
ويأتي الجواب: لا شك أن الله سبحانه عندما يعد بشيء فإنه سوف يتحقق حتماً وأن الله تعالى يعطي لكل من يطلب منه أي شيء يريده منه كما وعد بذلك، ولكن بشرط أن يكون ذلك صلاحاً له، وإلا فإن إطاء الشيء الذي يكون مخالفاً لمصلحة العبد لا يكون رحمة له ورأفة به.
ومن الواضح أن الإنسان لا يستطيع أن يدرك صلاحته لأنه لا يعلم بجميع المصالح والمفاسد "عسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم" فعندما يطلب الإنسان شيئاً فإن الله سوف يعطيه ذلك الشيء حتماً إذا كان فيه صلاح العبد، وإذا لم يكن فيه صلاح لم يعطه أو يعوضه عنه في الآخرة.
وهنا يأتي استفسار آخر: إن قيل أن الله تعالى يرزق الإنسان جميع الأمور التي فيها صلاح الإنسان سواءً أطلب ذلك أو لم يطلب، فلماذا الدعاء؟
نقول أن الأمور التي فيها الصلاح على قسمين: فبعضها حتمي والبعض الآخر متوقف على الطلب والسؤال، وبما أن تشخيص ذلك الأمر لا يكون بيد العبد وجب عليه الدعاء في جميع الأمور. فإن كان ذلك الأمر متوقفاً على الدعاء فسوف يرزق الله ذلك، وإن كان من الأمور الحتمية الوقوع من دون حاجة للدعاء كتب الله ثواب الدعاء الذي هو أفضل العبادات. وكذلك يجب على العبد أن يعلم أنه تارة تكون المصلحة في تأخير استجابة الدعاء، أو يؤدي احتياجه الشديد إلى الله تعالى أن يدعو ويتقرب إليه أكثر فينال عطاءً أكبر كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته فيقول الله عز وجل: أخروا إجابته، شوقاً إلى صوته ودعائه".
لكن علينا الإشارة ملياً إلى عبارة "مع مراعاة الشروط"، هنا نقول: أن الدعاء الذي يشتمل على جميع الشروط قليل جداً. ولو تحقق ذلك لكان تأخر الاستجابة مستحيلاً، فمن جملة الشروط التي نغفل عنها هو الإخلاص في الدعاء، بمعنى أن الداعي لا يرى غير الله تعالى مؤثراً ودخيلاً في تحقق ذلك الأمر. فالله تعالى يقول: ادْعُونِي ولا تدعوا غيري.
ونختم الحديث، بجواب الإمام الصادق (عليه السلام) لمسألة لماذا لا يستجاب لنا دعاء فقال: "لأنكم تدعون من لا تعرفونه".
والحمد لله رب العالمين
الأنشطة الثقافية
1305قراءة
2016-01-07 15:02:48
تنمية مجتمع |