برقية الحسين (ع) "المتخلفون عن الفتح"
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "من سمع داعية أهل بيتي، ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبّه الله على وجهه في النار".
فكيف إذا كان من يطلب النصرة هو سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين (عليه السلام)...
"ومن تخلف لم يبلغ الفتح".
من هؤلاء المتخلفون عن الفتح؟؟
يصنّف المتخلفون عن الفتح إلى سبعة أصناف، وهم على الشكل التالي:
1. من التحق بالحسين (عليه السلام) من بداية التحرك من مكة، لكنه انسحب أثناء الطريق، مثال الفرزدق.
2. من دعاه الإمام (عليه السلام) لنصرته أثناء توجهه إلى العراق، فلم يلبِّ دعوة النصرة، مثال الطرماح بن عدي الطائي.
3. من اشترك في جزء من القتال، وانسحب قبل شهادة الإمام (عليه السلام)، مثال الضحّاك بن عبد الله المشرقي.
4. من علم بخروج جيش ابن سعد لقتال الحسين (عليه السلام) ولم يتحرّك ناصراً، مثال سليمان بن صرد الخزاعي.
5. من هرب من جيش عمر بن سعد قبل بدء القتال، مثال هرثمة بن سلمى.
6. من شاهد الملحمة ولم ينصر الحسين (عليه السلام)، مثال أشياخ من أهل الكوفة.
7. من لم يلحق بالركب الحسيني من بداية التحرك، مثال عبد الله بن جعفر.
لماذا تخلّفوا؟؟؟
يمكن إرجاع الأسباب الحقيقية للتخلف عن الفتح لسببين أساسيين:
أولاً: التعلق بالدنيا الغاية: وهو سبب تخلف أكثر الناس عن الفتح، وقد أفصح الإمام الحسين (عليه السلام) به لأصحابه في كربلاء، قائلاً: "الناس عبيد الدنيا، والدنيا لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درَّت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديّانون".
ثانياً: عدم الوعي الكافي: وفي كلام للإمام علي الخامنئي (دام ظله) يتحدث فيه عن هؤلاء: "كان هناك أشخاص مؤمنون ملتزمون بين الذين لم ينهضوا مع الإمام الحسين (عليه السلام)... فليس من الصحيح أن يُعدوا جميعاً من أهل الدنيا، لقد كان بين رؤساء ورموز المسلمين في ذلك الوقت أشخاص مؤمنون وأشخاص يذعنون بالعمل وفقاً للتكليف الشرعي، لكنهم لك يدركوا التكليف الرئيس، ولم يشخصوا أوضاع ذلك الزمان، ولم يعرفوا العدو الرئيسي، وكانوا يخلطون بين الوظيفة الرئيسية، والوظائف التي هي من الدرجة الثانية والثالثة".
ما هو مصير المتخلفون؟
كل صنف من الأصناف السبعة له مصيره، فلا نستطيع أن نعطي حكماً عاماً، فمن لم ينصر الحسين (عليه السلام) مطلقاً عقابه أقصى ممن نصره وتراجع. فالعقاب هنا يرجع لمعايير خاصة في الحساب.
ولكن بأية حال، فإن جميع الأصناف قد أخطأوا وحرموا أنفسهم من الفتح الكبير الذي رسم له الإمام الحسين (عليه السلام) طريقه بوضوح، ألا وهو الشهادة.
الأنشطة الثقافية
1628قراءة
2016-01-08 17:48:41