برقية الحسين (ع) "من التحق بي منكم استشهد"
"من التحق بي منكم استشهد"
إنه مقدمة رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) التي جعل فيها الاستشهاد في مقام البشرى.
إن استخدام الإسلام لصفة الشهيد للمقتول في سبيل الله يُشعِر بأن قيمة الإنسان المضحي تنبع من معرفته ووعيه قبل أن يتجسد في سلوكه العملي.
فمعرفة طالب الشهادة ووعيه الواسع في مسيره الجهادي، شرط أساس في نيله مراتب الشهيد، ولذا استحق أن ينال مقاماً، ويوسم بصفة تنطلق من المعرفة، فينال بذلك الشهادة ويوصف بالشهيد.
مقام الشهيد:
ولعلّ أكثر ما يحمل مراتب الشهيد هو قوله تعالى:
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
1. حياة الشهيد: فالقرآن ينفي عن الشهيد ذهاب قوّته، بل يخبر عنه بأنه ما زال في موقع القوّة الحياتية الباقية، ليس في جسد مادي يتغير، إنما بجسم مثالي برزخي.
2. اطمئنان الشهيد: فالشهيد في حياته البرزخية لا يحزن على ما فاته، وقد وجد خيراً كثيراً، ولا يخاف من مستقبل وهو في كنف الله تعالى، وعنده عزّ وجلّ.
3. النعيم المتواصل: وأي رزق هو رزق الشهداء! إنه الرزق الحسن من خير الرازقين. إنه الرزق الذي يتمنى الشهيد أن يرجع لأجله إلى الدنيا ليدخل باب الشهادة من جديد، لما يرى من فضل الشهادة.
4. الفرح بالثواب: فها هو يزيد بن الحصين يرى حبيب بن مظاهر يضحك في كربلاء، فيقول له: يا أخي ليست هذه بساعة ضحك! فيجيبه حبيب: فأي موضع أحق من هذا بالسرور؟ والله ما هو إلا أن يُقبل علينا هؤلاء القوم بسيوفهم فنعانق الحور".
5. الاستبشار بالتحاق رفاق الجهاد: وفي كربلاء صرّح الإمام الحسين (عليه السلام) لأصحابه أنّ الشهداء يتوقعون قدومهم وذلك بعد أن فرغ من الصلاة، وقال لهم: "يا كرام، هذه الجنة قد فتحت أبوابها، واتصلت أنهارها، وأينعت ثمارها، وهذا رسول الله والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يتوقعون قدومكم، ويتباشرون بكم، فحاموا عن دين الله، ودين نبيه، وذبوا عن حرم الرسول".
6. الاستبشار بالنعيم المستقبلي: ومن النعم القادمة على الشهداء هو مقام الشفاعة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ثلاثة يشفعون إلى الله فيُشفّعون: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء".
نسأل الله تعالى أن يرحم جميع الشهداء، ويُلحقنا بإمام الفاتحين في كربلاء.
الأنشطة الثقافية
1261قراءة
2016-01-08 17:50:44