رحابة الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام... }
صدق الله العلي العظيم
إن من القوى التي يجب على القائد أن يتسلّح بها، ويستعين بها للاستمرار في تأدية رسالته، هي "رحابة الصدر". وهذه الصفة هي نعمة وتوفيق من قبل الله عز وجل لمن يريد هدايته وصلاحه وسداد أمره.
فالله سبحانه وتعالى قد منّ على نبيّه الكريم بنعمة عظيمة هي انشراح الصدر {ألم نشرح لك صدرك }. كما أن النبي موسى (ع) عندما أرسله الله عز وجل إلى فرعون طلب منه أن يشرح صدره {رب اشرح لي صدري } حتى يستطيع تبليغ ما أمر به، ومواجهة فرعون وطغيانه وجبروته.
وقد ورد عن أمير المؤمنين "آلة الرياسة سعة الصدر". فالذي يتصدى لموقع المسؤولية والقيادة، سيما مسؤولية التربية والهداية، لا بد أن يتمتع بسعة الصدر ورحابته، لا بل يجب أن يكون قلبه كالبحر الواسع، حتى ينجح في مهمته وقيادته. فالذي يكون في هذا الموقع سيواجه الكثير من المشاكل والصعوبات، إضافة إلى الانتقاد وعدم الرضا من الآخرين، فإذا لم يكن رحب الصدر، فإنه سيعلو صراخه، ويلجأ إلى التشنج والعصبية، فيقع في المزالق، ويرتكب الأخطاء، وهذا سيؤدي به إلى تضييع الهدف الأساسي، وهو التربية والهداية.
يقول علماء النفس إن الذي لديه رحابة الصدر يمتلك إرادة قوية، ويستطيع أن يدلي بأقواله أمام الجميع، وتكون كلمته مسموعة.
الإخوة القادة، الأخوات القائدات،
من الضرورة أن يتصف كلّ منّا بسعة الصدر، ومراعاة هذه المسألة مهم جداً لنا؛ لأن طبيعة عملنا تستلزم التحمل وسعة الصدر ورحابته. فالقائد لا يغضب ولا يتشنج في اجتماع وحدته، وعندما لا يغضب ولا يتشنج لا يمرض، ولا يكره عمله، بل يؤديه بكل سعادة وسرور.
لذلك، علينا أن نبذل جهدنا حتى نتصف بهذه الصفة، فنحرص على عدم الانفعال والعصبية، وعدم التسرع والحكم على الآخرين، ونقبل كلمة الحق ولا نردّها، ونداوم على ذلك، حتى تصبح رحابة الصدر ملكة تسهّل لنا أداء المسؤولية، ويكون الرسول والأئمة (ع) قدوتنا في ذلك، راجين من الله التوفيق.
برامج
1658قراءة
2015-11-20 18:00:57