12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> في معالجة المفاسد الأخلاقیّة

في معالجة المفاسد الأخلاقیّة

أيھا العزيز؛ انھض من نومك، وتنبه من غفلتك، واشدد حیازيم الھمّة، واغتنم الفرصة ما دام ھناك مجال، وما دام في العمر بقیة، وما دامت قواك تحت تصرّفك، وشبابك موجوداً، ولم تتغلب علیك ـ بعد ـ الأخلاق الفاسدة، ولم تتأصّل فیك الملكات الرذيلة، فابحث عن العلاج، أعثر على الدواء لإزالة تلك الأخلاق الفاسدة: القبیحة، وتلمّس سبیلاً لإطفاء نائرة الشھوة والغضب.... وأفضل علاج لدفع ھذه المفاسد الأخلاقیة، ھو ما ذكره علماء الأخلاق وأھل السلوك، وھو أن تأخذ كلّ واحدة من الملكات القبیحة التي تراھا في نفسك، وتنھض بعزم على مخالفة النفس إلى أمد، وتعمل عكس ما ترجوه وتطلبه منك تلك الملكة الرذيلة. وعلى أيّ حال؛ أطلب التوفیق من الله تعالى لإعانتك في ھذا الجھاد، ولا شك في أن ھذا الخلق القبیح، سیزول بعد فترة وجیزة، ويفرّ الشیطان وجنوده من ھذا الخندق، وتحلّ محلھم الجنود الرحمانیة. فمثلاً من الأخلاق الذمیمة التي تسبب ھلاك الإنسان، وتوجب ضغطه القبر، وتعذّب الإنسان في كلا الدارين، سوء الخلق مع أھل الدار والجیران أو الزملاء في العمل أو أھل السوق والمحلة، وھو ولید الغضب والشھوة، فإذا كان الإنسان المجاھد يفكر في السمو والترفع، علیه ـ عندما يعترضه أمر غیر مرغوب فیه حیث تتوھج فیه نار الغضب لتحرق الباطن، وتدعوه إلى الفحش والسيء من القول ـ علیه أن يعمل بخلاف النفس، وأن يتذكر سوء عاقبة ھذا الخلق القبیحة، ويبدي بالمقابل مرونة، ويلعن الشیطان في الباطن ويستعیذ بالله منه. إني أتعھد لك بأنك لو قمت بذلك السلوك، وكرّرته عدّة مرّات، فإن الخلق السيء سیتغیر كلیاً، وسیحلّ الخلق الحسن في عالمك الباطن، ولكنك إذا عملت وفق ھوى النفس، فمن الممكن أن يبیدك في ھذا العالم نفسه، وأعوذ بالله تعالى من الغضب الذي يھلك الإنسان في آن واحد في كلا الدارين فقد يؤدي ذلك الغضب ـ لا سمح الله ـ إلى قتل النفس. ومن الممكن أن يتجرأ الإنسان في حالة الغضب على النوامیس الإِلھیة. كما رأينا أن بعض الناس قد أصبحوا من جراء الغضب مرتدّين. وقد قال الحكماء «إن السفینة التي تتعرض لأمواج البحر العاتیة وھي بدون قبطان، لھي أقرب إلى النجاة من الإنسان وھو في حالة الغضب».

الإمام الخميني (قده)، الأربعون حديثا"

برامج
2006قراءة
2016-04-30 14:30:13

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا