أصعب ما في الكتابة..
التلخيص..

خطَّ أحد الأشخاص رسالة لصديقه من أربع صفحات، يطمئن فيها عليه، وفي ذيل الصفحة كتب اعتذاراً شديداً بسبب طول الرسالة.
" لم أكن أمتلك الوقت الكافي لذا أطلت الكتابة، أعتذر وأرجو المغفرة. "

التلخيص هو طريقة التصغير والتقصير، حيث نقوم بتقصير زمن معين. فعلى سبيل المثال لو أردنا وصف شاطئ ما.. هل للكلمات كلّ القدرة على تصوير هذا المشهد؟ بالطبع لا.. فحتى نصف الشاطئ بشكل جميل ودقيق، نحتاج للصورة السينمائية من خلال مشهد واحد.. ولكن يمكن استخدام أسلوب من الوصف الخلاق الذي يجعل المخاطب كأنه يشاهد بالفعل هذا الشاطئ.

في عالم القصة حتى يجب الاشارة إلى ما يلي:

1- كل حوار يرد في القصة هو ملخّص حوار وليس الحوار كاملاً..
2- كلّ مقطع من القصّة هو في الحقيقة ملخصّ المقطع..

لا يمكن للقصة أن ترينا الحوار كاملاً.. فكلّ القصة هي في حالة من التلخيص. نحن في الحقيقة حتى الحادثة في القصة نرى ملخصها ولا نراها كما هي..
وفي عملية التلخيص يظهر الكاتب (الراوي) أنه هو من يقوم بعملية التلخيص..

خصائص التلخيص:
1- تتم عملية إخبار المخاطب بالحدث الذي يُلخَّص بعد حدوثه وبعد انتهائه.
2- التلخيص يقلل من حضور المخاطب.
3- التلخيص يصاحبه القول لا الإظهار.
4- من خلال التلخيص يتم ترتيب الوقائع بالتسلسل الزمني.
5- التلخيص مناسب للكتابة من وجهة نظر الكاتب (صيغة الغائب) لأنّ الكاتب يعرف كل شيء عن القصة فيلخّصه ويقدّمه.

وباختصار شديد يمكن القول أنّ التلخيص أداة قيّمة لحذف أحداث غير قيمة في القصة.
ولكن هذا لا ينفي مقولة أنّ الاستفادة من التلخيص في القصة هو أمر استثنائي، فنحن كما قلنا بحاجة للإظهار، والاظهار لا يتناسب مع التلخيص.

ومن هنا يجب التركيز على هاتين النقطتين:
أ‌- يجب أن لا يكون التلخيص طويلاً، ولا آخذاً لحيّزٍ كبير من القصة.
ب‌- التلخيص مرتبط بحادث حصل وانتهى حصوله ولا يشمل كل القصة.