الممثل والدور
الدور بالمفهوم المسرحي هو ما يكتبه كاتب النص المسرحي ويعتمده معد النص للعرض المسرحي ويقره في النهاية صانع هذا العرض: فيغدو محدداً واضح المعالم وبه يمتحن أداء الممثل.. ويحسب له النجاح فيه إذا هو لم يحد عنه أوينقص شيئا منه.
وهنا فإن الشخصية (التي يعبرالدور عنها) هي شيء مختلف... هي تطل من خلال الدور، ولكنها تظل أكبر منه ولإكتشاف أبعادها الحقيقية وأعماقها الكامنة فيها لا بد من بذل الجهد في الاشتغال عليها من قبل معد النص وصانع العرض.. ومن قبل الممثل أيضا: وهنا يظهر الفارق بين ممثل مؤد: يلتزم حدود الدور كما هي مرسومة له وممثل مجتهد يعي الشخصية جيداً و يبدع في أدائها منطلقا من الدور المرسوم.. متجاوزا له في الوقت نفسه..
والمؤدي المحترف يصير مع المثابرة والإستمرار نجماً تكتب له الادوار الخاصة به أدوار تقاس على مواصفاته هو ، ومهما تنوعت في الظاهر تلك الادوار.. تظل في جوهرها دوراً واحداً لممثل رأى أن يختصر تجربته الفنية كلها ويختزلها في دور واحد فقط.
والمسرح التجاري، وسينما المقاولات والبيئة الشعبية المصطنعة والتي لا تشبه البيئة الحقيقية ولا تنتمي إليها، تقوم أساسا على استنزاف مهارة الممثل المودي.. وتمضي بها إلى درجة الاداء الآلي الخالي من أي إحساس بالدور أو معايشة له.
وأما الممثل مبدع الشخصية فأمره مختلف ، فالممثل الذي يؤدي الشخصية بوعي ومثابرة ، الذي تتوفر له المؤهلات اللازمة ، وتتوفر له الفرص الكافية ، يستطيع أن يكون نجماً من نوع اخر ، نجم يصير له تلامذة ومريدون ، إذ أن تجربته ستكون اوسع ، وسيُعرف بأسلوبه وتعدد خياراته ، وليس بلي حنكه واعوجاج صوته أو ازورار عينيه.. (وسينما المقاولات ومسرح القطاع الخاص .. ومؤخراً مسلسلات الزكرتاوية والقبضايات كرست في الواقع عشرات المؤدين لدور واحد لا يتغير في جوهره مهما تبدل اوتنوع في مظهره..) من هنا فإن الممثل المجتهد يحتاج إلى نص مفتوح ، نص يتضمن أدواراً تعبرعن شخصيات حيّة.. وليس مجرد سمات عامة لشخصيات نمطية مفرغة من أي خصوصية تمنحها ما يكفي من حياة..
من مقال لجمال عبود
كتبت بواسطة جابر
فنون
2181قراءة
2016-11-20 21:31:47
هدى بهجة |