12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الإنشاد والموسيقى >> الموسيقى عبر التاريخ

الموسيقى عبر التاريخ

الموسيقى هي فن مؤلف من الأصوات والسكوت عبر فترات زمنية محددة. ويعتقد بعض العلماء أن كلمة الموسيقى يونانية الأصل, تعني الفنون عموماً, غير أنها أصبحت فيما بعد تطلق على لغة الألحان فقط, ومصطلح "موسيقى" يعني فن الألحان يُبحث فيه عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها والإيقاعات وأوزانها. وذلك من أجل تنظيم الاتفاق والتنافر.

ولم تكن الموسيقى عند الشعوب القديمة مجرد وسيلة لقضاء أوقات الفراغ في الترويح عن النفس بل كانت للموسيقى وظائف اجتماعية أخرى قلما نجد لها مثيلاً في المجتمعات المعاصرة ( فقدماء المصريين ) كانوا يستعملون الموسيقى في تعليم القوانين ونشر المعارف، وكانت (شعوب أفريقيا) تستخدم الطبول في إرسال الإشارات ونقل المعلومات عبر المسافات الشاسعة خاصة في المناطق التي يصعب الانتقال فيها، كما كانت الموسيقى وسيلة لحفظ التراث والقصص الشعبية.

تطور الموسيقى في أوروبا
تقسم الموسيقى بحسب الفترات التى ظهرت فيها، والخصائص التى تمتعت بها موسيقى كل فترة. وتعود جذور الموسيقى في أوروبا للعام 500م حيث بدأت في الكنائس على شكل تراتيل ثم وصلت إلى درجة كبيرة من التقدم في عصر النهضة.

عصر النهضة The renaissance (1420-1600)
عصر النهضة كان وقتا لصحوة ثقافية ضخمة و تبرعم للفنون والآداب والعلوم على امتداد أوروبا. ففي أواخر القرن بدأت الموسيقى الدينية المقدسة تتحرر من قيود الكنيسة. و بلغ الفن البوليفوني ذروته في أعمال Giovanni Da Palestrina . و أيضا كانت الموسيقى الشعبية ( التي لم تكن دائما تدون) تنتشر دون إذن الكنيسة في تلك الحقبة بحكم التقاليد الكنسية الغربية السائدة فى ذاك الوقت،لذلك ظل إنتشار الموسيقى خارج أسوارها محدوداً،ولم يخرج لعامة الشعب, فتميزت الموسيقى الرسمية فترة بداية عصر النهضة بكونها موسيقى دينية بحتة تنوعت ما بين ترانيم وأناشيد وتراتيل. وقد برز فيها الصوت البشرى، واستعملت فيها بكثرة آلة الأورجان الخشبية (وهى بداية الأورج المعروف حالياً)، وهى آلة ضخمة الحجم، عبارة عن أنابيب أسطوانية متراصة بشكل متوازى، وغالباً ما تعلق على الحائط فى أحد جوانب الكنيسة، ويجلس العازف خلفها أو تحتها (حسب تصميم الآلة) ويعزف على أصابع تشبه أصابع البيانو المعروف حالياً، لكن ليس تماماً و قد تطورت هذه الآلة مع الوقت، فتغيرت بعض أجزائها لتستخدم أجزاء معدنية بدلاً من الخشبية، وصغر حجمها، وأيضاً طريقة العزف عليها.

"الأورجن" القديم

 

"الأورجن" القديم في كنيسة "هيلسنكي"

 

عصر الباروك(1750-1600)
لفظ "باروك" معناه باللغة العربية" شديد الزخرفة" وهذه هى صفة كل فنون ذلك العصر.
شهد عصر الباروك ثورة المؤلفين الموسيقيين على الأنماط الموسيقية التي كانت مهيمنة في عصر النهضة وبدأ فيه الغناء الديني بالتدهور ولم ينقذه إلا ظهور المدرسة الفلمنكية التي ظهرت في الشمال، والتي كانت تتميز موسيقاها بالبساطة الشديدة في الكتابة البوليفونية وتفوق التآلفات الصوتية على التنافرات والتعقيدات في أسلوب الموتيت الفرنسي العتيق.
ولما انتشرت الموسيقى الفلمنكية في جميع أنحاء أوروبا ، اتجهت الكنائس إثر نشوب التنافس بينها للحصول على موسيقيين ومؤلفين مهرة يستطيعون تجديد ثوب الغناء الديني أشهرهم "باخ" الذي نجح في خلق نمط موسيقي جديد كليا. فالنوتة الموسيقية المتداولة حالياً فى كل أنحاء العالم، لم تكن هى نفس النوتة قبل عصر الباروك، وتحديداً قبل "يوهان سباستيان باخ"، فهو من وضع تلك النوتة المستخدمة حتى يومنا هذا.

النوتة القديمة

أما أهمية عصر الباروك، فتتمثل في كونه العصر الذى خرجت فيه الموسيقى (رسميا) من الكنيسة وبيوت النبلاء، لتصل للناس فى كل مكان، وبالتالى زيادة عدد الموسيقيين وتنوع أعمالهم.

و في بدايات القرن السابع عشر قامت مجموعة مؤلفين من فلورانس في إيطاليا بابتكار ما يسمى بال "أوبرا" ألف أولها Claudio Monteverdi. أما ال concerto فقد ميز الحقبة الباروكية خصوصا بمؤلفه Antonio Vivaldi ورائعته التى يعرفها الجميع تقريبا "فصول السنة". لكن بقي الغناء الصوتي والكورالي هو المهيمن في الأوبرا.

العصر الكلاسيكي (1820-1750)
ابتعد الفنانون والمهندسون والموسيقيون في هذا العصر عن الأساليب المتداخلة الخاصة بعصر الباروك واعتمدوا اسلوباً هادئاً منبثقاً من الكلاسيكية اليونانية. وكانت الأرستقراطيات الناشئة حديثا حلت مكان الأبرشيات وصارت الموسيقى الهادئة مطلوبة. في ذلك الوقت تحولت النمسا وعاصمتها فيينا إلى مركز أوروبا الفني وأعمال تلك الفترة عرفت بالأسلوب الفييني.
Johan Smith كان له دور كبير في تطوير الأوركسترا عبر فكرة "السيمفونية". وبلغ العصر الكلاسيكي ذروته في السيمفونيات والسوناتا و ال string quartels الشهيرة لأعظم ثلاثة مؤلفين من المدرسة الفيينية "هايدن" "وموزارت" "وبيتهوفن". خلال نفس الفترة برزت النزعة الموسيقية الرومنطيقية في موسيقى المؤلف الفييني Franz Schuber.
أبرز مؤلفي هذا العصر:
John Gay (1685-1732)
Franz Joseph Haydn (1732-1809)
Wolfgang Amadeus Mozart (1756-1791)
Ludwig Van Beethoven (1770-1827)

العصر الرومنطيقي (1900-1820)
أرست الثورات السياسية- الإجتماعية العديدة في أواخر القرن الثامن عشر أنظمة اجتماعية وأفكار جديدة,لذلك قام المؤلفون في تلك الحقبة بإيجاد أرضية موسيقية جديدة عبر إضافة عمق عاطفي جديد للنمط الكلاسيكي فأبدع الفنانون في التعبير عن مشاعرهم بفرادة وذاتية.
أخذت الرومنطيقية اسمها من الرومنسيات وهي قصائد طويلة تروي قصص البطولات والفروسية في الأراضي البعيدة. والفنانون الرومنطيقيون كانوا أول من أعطوا أنفسهم الإسم الذي يعرَفهم في التاريخ.

ولد المؤلفون الرومنطيقيون جميعهم خلال سنوات متقاربة في بداية القرن التاسع عشر، ما يتضمن العظيمين الألمانيين Felix Mendelssohn و Robert Schuman، والبولندي Frederic Chopi، والفرنسي Hector Berlioz وعازف البيانو الشهير المؤلف Franz Liszt.
في بدايات القرن التاسع عشر اعتمد مؤلفو الأوبرا الألمان "ككارل ماريا ويبير" على القصص الفلوكلورية الألمانية في استيحاء قصص أوبراتهم أما الإيطاليون فاعتمدوا على ثقافتهم القديمة والأدب وألفوا ما يسمى bel canto opera اي الغناء الجميل. لاحقا وخلال القرن ذاته هيمن موسيقياً على الساحة الإيطالية Giuseppe Verdi" " بينما كان تقريبا قطب الأوبرا الألمانية الوحيد هو Richard Wagner.

خلال القرن التاسع عشر بدأ المؤلفون من البلدان الأخرى (غير ألمانيا وإيطاليا) يبحثون عن طرق يستطيعون عبرها أن يعبروا عن الروح الموسيقية لأوطانهم. العديد من هؤلاء عاد للتاريخ والأساطير كأساس لأوبراتهم، واستوحوا لسيمفونياتهم من الأغاني الفلوكلورية الشعبية, أما مؤلفون غيرهم فقد طوروا لغة شخصية منسجمة بأسلوب لحني يميز موسيقاهم عن التقاليد الألمانية والإيطالية.
قاد التعديل والتحسين المستمر للآلات الموسيقية إضافة إلى اختراع آلات جديدة، إلى توسع أكبر للأوركسترا السيمفونية خلال القرن بالإستفادة من تمازج الألحان الجديدة مع الآلات الجديدة. و المؤلفون الرومنطيقيون المتأخرون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كتبوا السيمفونيات والكونشيرتو الأغنى والأكبر. اثنان من أشهر هؤلاء هما الألماني Johannes Brahms و الروسي Peter llyich Tchaikovsky.

العصر الحديث (1900- يومنا هذا)
في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت المدرسة التأثيرية كرد فعل للرومانسية ففي عام 1860 ظهرت ثورة جذرية في ميدان الموسيقى والتي عرفت بالموسيقى الجديدة وقد قامت اتجاهات عديدة ضد الرومانسية في القرن العشرين حيث ظهر ما يعرف بالكلاسيكية الجديدة التي أصبحت ذات أهمية كبرى إذ شاع من جديد الإقبال على موسيقى باخ وتلا ذلك اهتمام بالغ بإحياء موسيقى العصور السابقة ومن قادة هذه الحركة الجديدة "هيندميث" "وسترافينسكي".
في العقود الأولى من القرن العشرين كان الفنانون من جميع الجنسيات يبحثون عن أساليب مغايرة وأكثر إثارة للتعبير ومنهم من تأثر بالموسيقى الشرقية ك Claude De Bussy الذي أنشأ الأسلوب الموسيقي الإنطباعي. وبينما اختبر بعض من المؤلفين الموسيقيين طرقا جديدة في استخدام الآلات الموسيقية التقليدية، فبقي العديد من أعظم المؤلفين كالمؤلف الأوبيرالي الإيطالي Giacomo Puccini و المؤلف الروسي Sergei Rachmaninoff مخلصين للاشكال التقليدية للتاريخ الموسيقي.
أخيرا ظهرت موسيقى الجاز التي رافقت هجرة الأفارقة إلى أمريكا وأوروبا ثم الموسيقى الحديثة البوب والروك أند رول وموسيقى الريف وغيرها.

 

بحث معدل انترنت

فنون
2895قراءة
2016-01-10 18:17:01

تعليقات الزوار


مهدي حرب