12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الإنشاد والموسيقى >> مقالة عن الموسيقى والإنشاد الشعبي

مقالة عن الموسيقى والإنشاد الشعبي
نضع بين أيديكم مقالة عن الموسيقى والإنشاد الشعبي أعدها وأرسلها لنا المنشد الأخ حسين زعيتر فأردنا أن نضعها بين أيديكم.

 

الموسيقى الشعبية نابعة من الفطرة الإنسانية, ولكل شعب في هذه الأرض موسيقاه الخاصة بحيث يوجد إختلاف في الذوق الموسيقي بين كل شعوب العالم لأن لكلٍ أسلوبه الخاص وهو يختلف من حيث المسار اللحني, ونعطي مثالاً على ذلك أنه في بلدنا لبنان يوجد إختلاف بين المناطق في الآداء اللحني, فالكل يؤدي لحن العتابا من نفس المقام الموسيقي الواحد ومع ذلك نجد إختلافاً لحني في التطبيق, فكيف الحال في بلدٍ آخر؟.... لذلك من الطبيعي الإختلاف في الموسيقى الشعبية بين كل الشعوب, فالموسيقى الكلاسيكية المشرقية العربية أوالغربية بنيت من الموسيقى الشعبية لأن أصل الموسيقى الكلاسيكية هي الموسيقى الشعبية ومع مرور الزمن بدأ الإنسان بتطوير الموسيقى إلى أن أصبحت علماً قائماً بحّد ذاته فأصبح يدرّس في المدارس والمعاهد والجامعات في كل أنحاء العالم.
وتتميّز موسيقانا الشعبية في الدول العربية المشرقية وخصوصاً بلاد الشام (لبنان, سوريا, فلسطين والأردن) بأنغام تحتوي على مسافة ثلاثة أرباع المسافة وهذه المسافة هي في الأنغام أي المقامات, واللحن يبنّى على هذه المقامات التي تحتوي على تلك المسافة التي ذكرناها, ولكل منطقة إحساس مختلف في تطبيق المسار اللحني الثابت من نغم واحد, وكما العتابا هنالك الميجانا ومع أنها تختلف عن سابقتها في القفلة لكنهما من نغم واحد هو مقام البياتي(يوجد نوع آخر من العتابا من مقام الحجاز).
يتميز لبنان تحديداً وبمناطقه المختلفة بموسيقاه الشعبية وخصوصاً منطقة البقاع وأخص بعلبك الهرمل فهي غنية جداً بهذا النوع من الموسيقى وأيضاً منطقة الجنوب (المناطق الجبلية),وكل منطقة تتميّز بشيء مختلف عن المنطقة الأخرى, وقد بدأنا نسمع مؤخراً العتابا والميجانا بالإنشاد في لبنان وخاصةً في موالد الزفاف لأنه أخذ حيزاً كبيراً في الوسط الشعبي لأنه يمثّل ثقافة وحضارة هذا الشعب وهو محبوب جداً لدى الناس من مختلف الأعمار وهنا أذكر طرفة حصلت في الجنوب اللبناني بحيث أقيم إحتفالاً في إحدى القرى بمناسبة عيد المقاومة والتحرير وكان هنالك فرقة إنشادية تؤدي بعض الأناشيد الثورية فقام رجل مسن من بين الحضور... أوقف الفرقة وقال لأحد المنشدين: " أسمعنا عتابا وميجانا من فضلك في الحال", عندها أنشد المنشد العتابا والميجانا كما طلب منه ذلك المسن ففرحت الجموع كثيراً وتفاعلت بشكلٍ كبيرٍ مع الفرقة, وهذا تفاعل طبيعي عندما نحاكي الناس بلغتهم التي يحبونها ويتفاعلون معها .
أعدكم بالمزيد إن شاء الله والسلام عليكم


حسين زعيتر

فنون
1887قراءة
2016-01-10 19:47:04

تعليقات الزوار


سلمى