القيادة هي أسلوب التحكم بالعرض الأوركسترالي أو الأوبرالي بوساطة الحركات باليدين وبالإيماءات لإيصال العمل الفني إلى المتلقي على أفضل وجه ممكن. ويشمل هذا التحكم ضبط الإيقاع ودخولات الأوركسترا وتوقفاتها، وبضمن ذلك الآلات المنفردة، وتشكيل الجمل الموسيقية. كل ذلك يتطلب من قائد الأوركسترا دراسة مدونة العمل الموسيقية دراسة معمقة بما تتضمنه من ألحان رئيسية وثيمات وتراكيب هارمونية وتوزيع أوركسترالي وإرشادات المؤلف التي تتعلق بالجانب التعبيري للعمل. إن الدراسة المعمقة للعمل تساعد القائد على فهمه فهماً جيداً، وأحياناً على حفظه عن ظهر قلب، إذ غالباً ما نشاهد قادة أوركسترا يقودون أعمالاً معينة من دون النظر إلى المدونة الموسيقية التي أمامهم. ومع ذلك تتفاوت جودة التقديم من قائد إلى آخر، إذ إن دراسة العمل قد لا تنتهي، وفي هذا الصدد يقول المؤلف وقائد الأوركسترا ل. بيرنشتاين: «لا يمكن أبداً أن نكتشف ما هو مخبأ في كل مقطوعة، لذا لا يمكن أبداً أن تتوقف عن الدراسة».
وقد بدأ فن قيادة الأوركسترا بالارتقاء منذ بداية القرن التاسع عشر، وكان موازياً لتطور العناصر التعبيرية الرومانتيكية في الموسيقا. وقد لمعت أسماء كثيرة في فضاء قيادة الأوركسترا، وفي القرن العشرين أصبح بعض القواد نجوماً يشار إليهم بالبنان، من هؤلاء نذكر: ريتشارد شتراوس وبرونو فالتر وفيلهلم فورتغينغلر ويفغيني مرافنسكي وهربرت فون كاريان وليونارد بيرنشتاين...إلخ.
الفرقة الموسيقية الشرقية لا تحتاج إلى قائد أوركسترا، لأن ما تقدمه ينحصر في الأغاني فقط، وليس في مدونات هذه الأغاني تراكيب هارمونية وتوزيع أوركسترالي، بالمعنى الدقيق للكلمة، ولا إرشادات تعبيرية. هناك فقط خط لحني واحد يقوم العازفون أحياناً بزخرفته ببعض الحليات. كما تقوم الآلات الإيقاعية ــ الطبلة، الرق، الدف ــ بضبط الإيقاع وسرعته. وإن وجود قائد فرقة في بعض الفرق الشرقية يلوح بذراعيه لا يعدو أن يكون سوى استعراض حركات، إذ يكفي أن يومئ عازف الكمان الأول أو عازف القانون لأفراد الفرقة للدخول معاً.
فنون
2641قراءة
2019-05-23 11:24:01
مصطفى الناصريشكر |