فالنرسم هذه القصّة
من الأمور المعتادة أن تكون القصّة الموجّهة للأطفال مزيّنةً بالرسوم الجميلة، إلّا أنّنا ارتأينا اليوم أن نقدّم نحن القصّة وتبدعوا أنتم بأناملكم رسوماتٍ تتلاءم وأحداثها!
كيف ذلك؟...
القصّة مكتوبة بأسلوبٍ جميلٍ مبسّطٍ تحاكي الأطفال الذين هم في مرحلة البراعم، لكنّ أحداثها كُتبت من دون رسمٍ يعبّر ويساعد القارئ على فهم مضمونها بسهولةٍ كباقي القصص، لذلك عليكم أن ترسموا مشاهدها.
• شروط الرسم:
1- الإلتزام الكامل بعدد صفحات الرسم المطلوبة لمشاهد النص كما هو محدّد أدناه.
2- الرسم على ورقٍ مقوّى (كرتون مخصّص للرسم)، ينسجم مع المادّة المستخدمة للتلوين.
3- أن لا يقل حجم الورقة (الصفحة) المستخدمة للرسم عن قياس حجم A4، كما بإمكانكم إستخدام الشكل المربّع للورقة شرط مراعاة القياس المطلوب.
4- من الممكن إستخدام كل مواد التلوين الفنّيّة المخصّصة للرسم (غواش- أكواريل- تمبرا- أقلام خشبيّة- أقلام مائية- باستيل- شمع...).
5- أن يذكر المشترك اسمه وعمره ووسيلة للإتصال به.
6- تقدّم الأعمال المشاركة في الوقت الذي يحدّده القائد/القائدة.
• يتم اختيار الرسم الأجمل والأنسب للقصّة وتكريم راسمه، كما يمكن إقامة معرض ودعوة الأهالي لحضوره.
•• قصّة مدينة النور
(المشهد الأوّل)
نامي يا زغيري نامي
تَغطّيك بحرامي
وحرامي من وراق الوردة
والوردة بتحبّك نامي
كانت دوجة ذات السنوات التسع تغنّي لأختها الصغيرة لولو، بينما كان البدر يتسلّق جدران السماء ونوره يزداد سطوعًا.
-دوجة! انظري إلى القمر ما أجمله!
(المشهد الثاني)
حضنت دوجة أختها وجلست قرب الشرفة تتأمّل البدر المضيء بفرحٍ كبير. لحظاتٌ مرّت وإذا بغيمةٍ كبيرةٍ تحجب البدر. قطّبت لولو حاجبيها، وشبكت كتفيها قائلةً:
-هذه الغيمة الشرّيرة! لقد أخذت القمر!
-لكن! الغيمة لم تأخذ القمر يا لولو! القمر لا زال موجودًا، إنّه خلف الغيمة، أتَرين، فنوره لا زال يتسلّل إلينا!
-أريدُ القمر الآن الآن! ألحّت لولو.
راحت دوجة تمشّط شعر لولو الذهبي، ثمّ قالت:
-ما رأيكِ لو أحكي لك قصّةً جميلةً عن مدينةٍ لا يغيب عنها النور ولا الفرح أبدًا؟!
لمعت عينا لولو بالفرح، وسوّت جلستها مُصغيةً باهتمام. أمّا دوجة فراحت تحكي قصّتها:
(المشهد الثالث)
هي مدينةٌ جميلةٌ وساحرةٌ كالحلم.
السلام يعمّ أرجاءها، وتزيّن ضحكات الأطفال حاراتها وطرقاتها.
والبيوت الملوّنة لا تغلق أبوابها، بل تبقى مشرّعة تلعب في ساحاتها الشمس والهواء والأطفال.
والأرض بساطٌ أخضر، يزدان بالحدائق والبساتين، والأشجار المثمرة من كلّ الأنواع.
والأنهار والجداول تترقرق بمائها العذب اللذيذ، لتسقي كلّ الكائنات.
النّاس ينامون في أمان، ويستيقظون في أمان.
يعيشون بمحبّةٍ، يعملون بفرحٍ، ويضحكون على الدوام.
والجميع يسعى لمرضاة إمامهم الذي نوّر بعلمه قلوبهم وعقولهم، فأمسوا يميّزون جيّدًا بين الخير والشرّ. فيزرعون الخير، ويبتعدون عن الشر.
(المشهد الرابع)
-"إمامهم؟ من هو هذا الإمام؟!" سألت لولو.
-"إنّه الإمام الذي ننتظره يا لولو. المهدي الموعود (عجّل الله فرجه)"، أجابت دوجة.
تابعت دوجة قصّتها قائلةً:
-"في تلك المدينة يا لولو الكبار والصغار يعيشون بسعادةٍ وطمأنينةٍ".
(المشهد الخامس)
ارتسمت على وجه لولو ابتسامةٌ كبيرةٌ، ورفعت وجهها نحو أختها، سائلةً إيّاها بلهفة:
-وهل يوجد في تلك المدينة الآيس كريم؟
فكّرت دوجة قليلاً، ثمّ قالت:
-لا... لا يوجد الآيس كريم فقط، إنّما يوجد كلّ ما يمكن أن تشتهيه من الأشياء الطيّبة: شوكولا.. عصير.. غزل البنات.. وكعك العيد.. وهي متوفّرة بكثرة لكلّ الأطفال!
بدَت عينا لولو كنجمتين تلمعان، ثمّ هتفت:
-ممم.. لذيذ! وهل يوجد مدينة ألعابٍ فيها أراجيح وقطارات؟
-بل مدنٌ للألعاب.. فتلك المدينة تكثر فيها الألعاب.. وكلّ ما يتمنّاه الأطفال.
أحنت لولو رأسها قليلاً، ثمّ قالت:
-أين هي تلك المدينة؟! أريد أن أذهب إليها!
(المشهد السادس)
ابتسمت دوجة ناظرةً إلى البدر الذي كان قد عاد وأطلّ من بين الغيوم غامرًا الأرض بنورٍ أنيسٍ، ثمّ همست:
- سنذهبُ إلى تلك المدينة عندما يتعلّم أكثر الناس أن يحبّوا الخير لبعضهم! عندها سيظهر الإمام ليجعل من الأرض كلّها مدينةً للفرح والنور!
فنون
1743قراءة
2016-01-12 21:52:28