قوة اللون
اللون هو أداة الرسام الأكثر تعدداً في الاستعمال. فهو يملك القدرة للإثارة وإحداث الجو والتحكّم في البعد، والتعبير عن العاطفة وإظهار وهم الواقع.
حتى بعد إختراع آلة التصوير في منتصف القرن التاسع عشر، لم يميز الفنانون الضوء على أنه العامل الرئيسي في الطريقة التي نرى بها اللون في العالم من حولنا. قبل ذلك الحين، كان اللون "المحلي" يؤخذ في غالب الأحيان كاعتبار أول : السماء زرقاء، الحشائش خضراء - ولكن هل الأمر بتلك البساطة؟
إذا نظرت إلى السماءفي يوم مشمس، ستجدها أكثر زرقة بكثير فوق الرأس منها عند الأفق، حيث لا تكون هناك أبهت لوناً فقط، ولكنها تملك بعضاً من اللون الأصفر أيضاً. يعتمد اللون على الضوء، وعلينا أن نفهم كيف يعمل.
نظرية اللون:
عند مرور الضوء الأبيض ( ضوء الشمس ) عبر قطرة ماء، فإنه يتحلل إلى ألأوان طيف قوس قزح. وعند نشر هذه الألوان على شكل دائرة لصنع دولاب الألوان، فإن يمكن فهم مبادئ مزج الألوان. تعرف ألوان الأحمر والأصفر والأزرق بالألوان الأولية : هي ألوان صافية ولا يمكن الحصول عليها بمزج أية أولان أخرى . الألوان الثلاثة الأخرى ( البرتقالي والأخضر والبنفسجي ) تُعرف بالألوان الثانوية لأنها تشكل من مزيج متعادل من اللونين الأوليين المجاورين مباشرة في الدائرة.
يمكن توسيع هذا لصنع ألوان ثلثية، وذلك بمزج أي لون من الألوان الأولية مع أيّ من الألوان الثانوية المجاورة لها. على سبيل المثال، عادة ما ينتج اللونان الأزرق والأخضر لوناً يعرف بالفيروزي ( التراكواز ). والحقيقة أن الألوان الممزوجة تسمّى غالباً نسبة للأحجار الكريمة أو الأزهار التي تماثلها في اللون، وتلك هي الرموز التي ستراها على أنابيب الألوان في محل أدوات الفن.
دولاب اللون:
تم تعيين الألوان في أحد نصفي الدولاب ( الأحمر والبرتقالي والأصفر ) على أنها " دافئة " وتبدو وكأنها تندفع من الصفحة إلى الأمام، بينما تلك في النصف الآخر ( الأزرق والبنفسجي والأخضر ) هي "باردة" كأنها تتراجع. يمكن استخدام هذا العامل في رسم المناظر الطبيعية على سبيل المثال، حيث يمكن جعل الأشجار في البعد تتراجع بجعل لونها الأخضر أكثر زرقة من تلك الموجودة في صدر الصورة.
توصف الألوان المواجهة لبعضها في الدائرة بأنها متممة. عند وضع لونين متممين جنباً إلى جنب فإن كلامنهما يؤثر بشكل عكسي على الآخر ويكافح للسيطرة على المساحة المرئية. يستخدم الفنانون هذا لإحداث حيوية وتباين في الصور.
الأسود والأبيض:
ستلاحظ بأن الدائرة لا تحتوي على أي من اللونين الأسود والأبيض. عندما يسقط الضوء على جسم، فإن الجسم سيمتص بعضاً من أطواله الموجية بينما سترتد عنه أطوال موجية أخرى وهي التي تشكل اللون الذي نراه. يمتص اللون الأسود الأطوال الموجية جميعها بينما ترتد جميها عن الأبيض، ولهذا فإن الأسود هو غياب أي لون والأبيض هو كل الألوان مجتمعة في لون واحد.
البني:
عندما يُرى الجسم بنياً فذلك لأنه يمتص القليل جداً من أطوال الضوء الموجية ( فقط تلك الموجودة عند طرفي قوس قزح ) بينما ترتد عنه جميع الأطوال الموجية الأخرى. يمكن الحصول على مجموعة كاملة من اللون البني بمزج الألوان الثلاثة معاً، أو الألوان الثانوية الثلاثة بنسب مختلفة
الدافئ مقابل البارد
درجة حرارة اللون هي أيضاً جزء من المعادلة، يمكن أن يقال عن اللون أيضاً بأنه معتم أو شفاف، قاتم أو فاتح، نصف شفاف أو صبغي كثيف، مستو أو نسيجي، مطفأ أو لامع، نابض بالحياة أو فاتر.
فنون
1617قراءة
2016-01-14 21:06:22