إعداد مقابلة صحفية, بقلم الصحفي حكم أمهز
تعريف المقابلة الصحفية :
هو حديث يجريه الصحفي مع شخصية أدبية- سياسية - اقتصادية - فنية رياضية أو شخص ما كان شاهداً على حدث ما. وهو حديث ثنائي إجمالاً بين صحفيّ ومحاوره.
ويقال "إن المهارة في إجراء المقابلات الصحفية والإذاعية هي أساس كل التقارير والموضوعات الصحفية الجيدة."
كيفية إجراء المقابلة :
تحديد الشخصية : يجب على الإعلامي اختيار الشخصية التي يريد مقابلتها والتعرف على نوع هذه الشخصية.
تحديد الهدف : لا بد للإعلامي من تحديد الهدف من المقابلة و حجم المعلومات التي يريد أن يحصل عليها وكذلك مكان وزمان المقابلة .
أنواع المقابلات الصحفية :
يستطيع الصحفيون إجراء مقابلاتهم إما وجها لوجه، أو عبر الهاتف، أو على الإنترنت بالبريد الالكتروني أو بالرسائل الفورية. وكل أسلوب من تلك الأساليب له مميزاته وعيوبه. فالمقابلات التي تجرى وجها لوجه تعطي المراسل الصحفي إحساسا كاملا بالشخص الذي يقابله، من خلال ما يراه من صور أو لوحات معلقة على الجدران، أو تنظيمه أو إهماله لمكتبه، ونوعية الكتب الموجودة في المكتبة. كما أن اللقاء وجها لوجه يمنح المراسل الصحفي قدرة الحكم على مصداقية الشخص بناء على تصرفاته. هل يبدو عصبيا أم هادئا؟ وهل هو على استعداد للنظر مباشرة في عيني المراسل الصحفي
إقناع الشخصية بالموافقة :
يجب أن نعرف أن إعداد المقابلة الصحفية لا يكون عملية سهلة دائما. فالناس قد تكون عازفة عن الحديث مع الصحفيين، خاصة إذا كان الموضوع محل جدل. وحين التعامل مع المسئولين يجب أن يبدأ الصحفي بفرضية أن من حق الجمهور معرفة ما يفعله المسئولون. وأصحاب الخبرة من المراسلين الصحفيين وجدوا أنه كان بإمكانهم إقناع أكثر المسؤولين معارضة للمقابلات الصحفية بإجراء مقابلات معهم حينما يكون لديهم تصور لما يتوقعونه منهم من أعذار أو عقبات، مثل تلك التي نوردها في النقاط التالية:
- أن وقتهم لا يسمح: بإمكان المراسل الصحفي أن يعرض عليهم الالتقاء بهم في أنسب وقت وأفضل مكان بالنسبة للشخص الذي يريد التحدث معه. وكذلك قد يكون من المفيد أيضا اختصار الوقت المطلوب للمقابلة إلى أقصى حد ممكن.
- يخشون من أن الموضوع قد يجعلهم يبدون بشكل غير مستحب: ولذا يجب أن يتعاطى المراسل باحترام مع الناس وإخبارهم على وجه الدقة بسبب رغبة المراسل الصحفي في الحديث معهم يساهم في طمأنة المصدر أو الشخص الذي يود إجراء المقابلة معه.
- لا يعرفون ما يمكنهم قوله: يجب أن يكون المراسل الصحفي واضحاً وصريحاً بشأن السبب الذي يدفعه للحصول على وجهة نظر شخص معين.
- من الصعب الوصول إليهم: إن المراسلين الصحفيين يكون لزاما عليهم في أغلب الأحيان المرور عبر السكرتير أو موظف العلاقات العامة للاتصال بالشخص الذي يريد إجراء مقابلة معه. فإذا ساورهم الشك في أن طلبهم لم يصل إلى الشخص المرغوب فإن بعض الصحفيين يبعثون برسالة مباشرة إلى الشخص أو يتصلون به أثناء فترة الغداء أو بعد ساعات العمل الرسمية في محاولة للوصول إليه .
إعداد الأسئلة الصحافية :
بعد ضمان الاتفاق على إجراء المقابلة ودراسة الشخصية التي ستجرى معها والموضوع الذي ستدور حوله، يكون على الصحفي أن يجري مزيدا من الاستعدادات. ومعظم الصحفيين يحضّرون قائمة بالأسئلة التي يريدون توجيهها، أو برؤوس الأقلام التي تدور حولها المقابلة، ويأخذون تلك القائمة معهم، لكن لا يقرأون عنها أثناء المقابلة. وإنما يراجعون القائمة قرب انتهاء المقابلة للتأكد من أنهم لم يغفلوا موضوعا أو نقاطا مهمة. وينبغي أن تتضمن القائمة أيضا المعلومات أو الوثائق أو الصور التي يودون الحصول عليها من المصدر.
إن الأسئلة هي العمود الفقري لأي مقابلة. وهي الدفة التي تجعل السفينة تبحر في الاتجاه الصحيح. والأسئلة الجيدة قد تكافئ المراسل الصحفي بإجابات غير متوقعة، ومعلومات قيمة، ومفاجآت. أما الأسئلة الضعيفة فقد تجعل الصحفي يتساءل عما دعاه للحديث مع هذا الشخص. أما الأسئلة المحددة إلى درجة كبيرة فقد تجره إلى وجهة وعرة وخاطئة.
والسؤال الأول في أي مقابلة مهم لأنه يحدد طابع ما سيتبعه من أسئلة. والعديد من الصحفيين يحبون أن يبدأوا بسؤال "لإذابة الجليد" بينهم وبين الشخصية التي يجرون معها المقابلة لكي تصبح أكثر اطمئنانا واسترخاء. ويكون ذلك السؤال عادة عن شيء يرتاحون للإجابة عليه. وقد يكون هذا الشيء، في واقع الأمر، ليست له أي علاقة بسبب المقابلة. لكنه غالبا يساهم في بدء شعور الشخصية أو المصدر بمصداقية الصحفي، كما يمكن أن يؤدي إلى بدء سريان إحساس بالثقة والانفتاح.
وفي معظم الأحيان، تكون أفضل الأسئلة هي الأسئلة ذات النهايات المفتوحة التي لا يمكن الإجابة عليها بمجرد قول نعم أو لا. كما يجب ألا تكون الأسئلة متضمنة لأحكام معينة، وألا تكون قائمة على أساس وجهة نظر الصحفي. إنه الفارق بين صيغة السؤالين التاليين "ما هو رأيك في هذا؟" و"ما الذي كنت تتصوره!" وإذا كان من المهم أن يسأل الصحفي أسئلة جيدة، فمن المهم أيضاً أن يكون هادئا وأن يتيح مجال الحديث للشخصية التي يقابلها. إن أفضل من يجرون المقابلات الصحفية هم الذين يجيدون الاستماع، وغالبا ما يحصلون على أهم المعلومات بالتزام الصمت. وما يستمعون إليه قد يؤدي بهم إلى إثارة تساؤلات أخرى لم تخطر على بالهم.
هيئة الصحفي ومظهره الخارجي :
من المهم أن تكون هيئة الصحفي جيدة ومظهره لائقا وأن يتحلى بالصبر ويحافظ على المواعيد ويتزود بأجهزة التسجيل التي تعينه على تدوين المقابلة ، كما عليه أن يدون كتابيا النقاط المهمة في المقابلة ويكون حاضر الذهن.
إعداد المقابلة للنشر :
تبدأ صياغة المقابلة وإعدادها للنشر بالمقدمة والتي تتضمن أهم النقاط التي خلص إليها الصحفي ويجب أن تكون مختصرة ثم يتم سرد السؤال والجواب بعناوين فرعية حسب أهمية الموضوعات مع مراعاة صياغة عبارات المتحدث بلغة صحفية بعيدا عن الركاكة وإعادة العبارات.
تعد المقابلات الصحفية ركنا أساسيا من أركان العمل الصحفى كونها تتعلق بعملية جمع المعلومات من مصادر محتلفة كما أنها تعكس قدرة ومهارة الصحفى على ادراة وتوجيه الحوار للحصول على المعلومات اللازمة للموضوع الذى يبحث فيه ويكتب عنه.ويمكن تقسيم المقابلات الصحفية الى الانواع التالية:
1- المقابلة الإخبارية(مقابلة جمع المعلومات)
2- مقابلة الرأي (استطلاع الرأي)
3- المقابلة الشخصية (التسلية والامتاع)
4- المؤتمر الصحفى
كيف تجري حوارا صحفيا ناجحا؟
تعرف الصحافة علي أنها فن التحاور مع الآخرين حيث أن المقابلة الصحفية لا تعد فنا صحفيا قائما بذاته بل تتداخل مع كافة الفنون الصحفية فمن يكتب خبرا أو تقريرا أو تحقيقا يحتاج إلي إجراء مقابلة أو عدة مقابلات لجمع المعلومات واستطلاع الآراء حول الموضوعات المطروحة.
وعندما ترغب بإجراء مقابلة صحفية فاحرص على أن تتعلم :
• كيف تجمع المعلومات قبل المقابلة تحضيرا لإجرائها.
• كيف تتمكن من إقناع المسئول بالتحدث إليك.
• كيف تتصرف أثناء المقابلة من أجل السيطرة عليها والالتزام بهدفها الرئيس.
• كيف تستمع جيدا وباهتمام الى المتحدث وتسجيل وتدون ملاحظاتك حولها ,وتوجه أسئلة جديدة وجيدة.
• كيف تختار نص الكلمات التي أدلى بها المتحدث.
• كيف تكتب ما يقوله المتحدث أثناء المقابلة.
وستواجه خلال عملك ومحاولتك إجراء المقابلة الصحفية العديد من العراقيل منها ما يرتبط بالموضوع ذاته أو بالمتحدث أو البيئة المحيطة به ..... وما عليك سوى التفكير جيدا وتنظيم أمورك وأن تحسن تصرفك لإقناع الشخص المتحدث بإجراء المقابلة مع إبداء الاهتمام به ...
واجعله كذلك يثق بك قبل أن تبدأ في الحديث وعامله بلطف ولا تشعره بأنك تحاول ابتزازه أو انتزاع اعترافات منه حتى لا تفقده.
في الختام نتوجه بشكر خاص للأخ والزميل حكم أمهز لقيامه بهذه الدراسة الإعلامية القيّمة والمهمة على مستوى التدريب الإعلامي
تنمية مجتمع
2068قراءة
2016-01-06 08:44:12
تنمية مجتمع |