التصوير الفوتوغرافي -1-
نبذة تاريخية عن تطور التصوير الفوتوغرافي:
التصوير الضوئي ليس وليد حدث واحد. في الحقيقة، إنه مجموعة كبيرة من الخطوات الصغيرة التي شجع عليها الفضول والحاجة والرغبة الأزلية عند الإنسان لتثبيت الحدث ووقف عجلة الزمن. وقد كان لفناني أوروبا - التي ولد فيها علم التصوير الضوئي في منتصف القرن التاسع عشر- صولات وجولات مع ما يسمى بالصورة المنشأة- وقد وصلوا لما وصلوا له من الكمال في الرسم الزيتي وصنع التماثيل. ولم يعد التصوير الضوئي في تلك الظروف إلا أسلوبًا جديدًا لرسم الصور بنفس القواعد الإنشائية التي بناها فطاحل الرسم ولكن بمجهود أقل. لذا فليس بمستغرب أن يبتكر الإسم من جذرين لاتينيين وهما: فوتو وتعني ضوء، وغرافي وتعني رسم. وقد قام بهذا الابتكار مشكورًا رجل يقال له سير جون هيرشل عام 1839.
وكان تطور التصوير عبر خطين؛ خط التطور الضوئي، والثاني كيميائي.
التطور الضوئي:
منذ القدم، لاحظ البشر أن للأجسام أشكالاً مقلوبة غريبة عندما ترى عبر ثقب من مكان مظلم. يقول المؤرخون أن ابن الهيثم كان مسجوناً عندما لاحظ أن باستطاعته رؤية ما يجري من أحداث خارج السجن بوضع عظمة أو سطح أبيض خلف ثقب في باب السجن. الغريب في الأمر أن كل شيء على السطح الأبيض كان مقلوباً رأسا على عقب. ثم لما خرج من السجن طور صندوقه المشهور الذي وصل إلى أوروبا، على ما يبدو، ليصير له شكل ما يسمى [Camera Obscura].
التطور الكيميائي:
منذ القدم لاحظ البشر أن بعض الألوان تُكبي (تفقد حرارتها) في الشمس لكن معظم التفاسير العلمية، في ذلك الحين، لم تستطع الجزم بكون السبب من الضوء أم الحرارة أم الهواء.
ولادة التصوير الضوئي:
للتقريب فقط، لنعتبر أن التصور الضوئي قد ولد عندما تلاقى التطور الكيميائي مع التطور الضوئي عبر الخط الزمني التالي:
- في القرن السادس عشر أعلن رجل يقال له "BOYLE" أنه لاحظ في الدوائر العلمية أن لون كلوريد الفضة يتغير عندما تتعرض تلك المادة للهواء. وقد اعتُبر ذلك الرجل بذلك الإعلان - على الرغم من الخطأ الذي ارتكبه في اعتبار الهواء، لا الضوء هو سبب تبدل لون كلوريد الفضة - واضع أول خطوة في طريق التصوير الضوئي.
- ثم جاء في بداية القرن السابع عشر رجل يقال له "Anglo SALSA" ليقول بأنه لاحظ بأن نيترات الفضة تصبح سوداء متى تعرضت لضوء الشمس.
- ثم جاء في عام 1727 رجل يقال له "Jhone SCHULZE" ليقول بأنه لاحظ بأن بعض السوائل تغير لونها متى تعرضت للشمس.
- أخيراً وفي بداية القرن التاسع عشر استطاع عالم فيزيائي يقال له "توماس ويدج وود" من الحصول على صورة لكنها عادت فاختفت بعد فترة وجيزة لعدم توفر أية وسيلة علمية لتثبيتها حتى ذلك الوقت.
- أول صورة معروفة تم تثبيتها حصل عليها رجل فرنسي يدعى "NIEPIC" عام 1827 مستخدمًا معاجين تجف عند Exposure للضوء. المشكلة أن الصورة تطلبت أكثر من ثماني ساعات من Exposure المستمر.
- الملفت للانتباه أنه حتى عام 1927 كان التصوير يتم باستخدام صندوق الCamera Obscura بدون عدسات وقطعة من النحاس تلتصق بها المعاجين المذكورة أعلاه.
إعلام
1611قراءة
2016-01-10 09:49:50
doha tarhini |