التحقيق الصحفي
تعريفه
1. لغويًا: نجد أنّ كلمة التحقيق مصدرها حق، والتحقيق هو نوعٌ من إحقاق حقٍّ وإثباته.
وحقّق قوله تحقيقًا معناها: صدّقه.
وكلامٌ محقّقٌ أي: كلامٌ رصينٌ.
2. اصطلاحًا: أطلق عليه اسم التحقيق الصحفيّ لِما في طبيعة تنفيذه من تشابهٍ بينه وبين التحقيق القضائيّ والقانونيّ، لِغاية الحصول على شيءٍ مؤكّدٍ.
3. تعريف التحقيق: التحقيق هو الإجابة على سؤال "لماذا"، في حين أنّ الخبر كخبرٍ يجيب على "أين" و"ماذا" و"كيف" و"متى" (الإستفهامات التي تشكّل عناصر الخبر الإعلاميّ)، ووظيفة التحقيق أن يحدّد "لماذا حصل الحدث الفلاني؟"، وأن يتوصّل إلى يقينٍ منه بكلّ تفاصيله.
وهناك تعريفٌ آخرٌ وهو عمليًّا يقول: "التحقيق هو التقاط خبرٍ أو حدثٍ أو مشكلةٍ، وجمع المعلومات عنها، والمزاوجة بينها، لإثبات فكرةٍ أو قضيّةٍ أو لحلّ مشكلةٍ".
• ما هو التحقيق الصحفيّ ومن يقوم به؟
التحقيق الصحفيّ هو تغطيةٌ تحريريّةٌ كتابيّةٌ مُدعمةٌ بالصور، فلا تحقيق بدون صور، وقد يكون حدثًا حصل اليوم وتريد أن تجعل منه موضوعًا خدمةً لقضيّته، تتعمّد توجيه الحدث وتعمل على إبرازه، والتحقيق يتجاوز السرد العاديّ القَصصيّ، فهو لا يسرد وقائع فقط، بل يعتمد على مقارنتها ببعضها لاستخلاص النتيجة والخلاصة، فلا يوجد تحقيقٌ دون نتيجةٍ، فهو يبدأ بعرض المشكلة وينتهي إلى نتيجتها.
التحقيق يقوم به محرِّرٌ يجمع صفات المخبِر الصحفيّ الذي يحصل على الأخبار المتعلّقة بموضوع حدثٍ معيّنٍ، وجب بأن يكون المحقّق يحبّ البحث والتنقيب، ويتمتّع بالنفَس الطويل، وله درايةٌ باللغة العربية، وقدرةٌ من الذوق الأدبيّ والعبارات الجميلة، أي لا يكون أسلوبه جافًّا.
• أنواع التحقيق الصحفيّ:
هناك خمسة أنواعٍ من التحقيق الصحفيّ
1. تحقيق الخلفيّة: يتناول خلفيّات الحدث، فيقوم بشرحٍ وتحليلٍ لأحداث ما وراء الخبر.
2. تحقيق التحرير والاستعلام: يقوم على إلتقاط أيّ مسألةٍ تهمّ الناس، والجهة التي تقوم به، وجمع تفاصيل عنها، وتسليط الضوء عليها في مختلف جوانبها، وهذه الطريقة تساهم في تكوين رأيٍ عامٍّ.
3. تحقيق البحث والتوقّع: يشبه تحقيقات الشرطة وما يتفرع عنها، والكشف عمّا لا يعرفه أحدٌ.
4. تحقيق التوقّع: ويتضمّن شرحًا لكيفيّة حدثٍ معيّنٍ، واستشراق المستقبل بالحدث المتعلّق.
5. تحقيق الهروب: هو هروبٌ من حدثٍ، واختيار موضوعاتٍ خاصةٍ بالفكرة التي هي ضمن التحقيق، وتسليط الضوء عليها لغايةٍ أو لهدفٍ أو لخدمة قضيّةٍ أو فكرةٍ سياسيّةٍ أو غيرها.
• أشكال التحقيق:
1- الشكل التحريريّ: الذي يغلب عليه الكتابة (التحرير) الكثيرة والصور القليلة.
2- الشكل المصوّر: الذي تغلب عليه الصور مع قليلٍ من الكلام، وممكن أن يكون شرحًا للصورة وليس تعليقًا عليها.
3- التحقيق المرسوم: الاستعانة برسّامٍ لرسم أفكار الموضوع؛ على سبيل المثال عندما لا تتوفّر صورٌ عن عمليّةٍ ما فمن الممكن أن نستعيض عنها (الصور) بخريطةٍ لموقعٍ ما أو لمكان العمليّة أو المنطقة.
وفي هذا النوع من التحقيقات يكون الكلام فيه قليلًا.
• أدوات التحقيق:
التحقيق يختلف عن الخبر، فالخبر تُستعمل فيه حاسّتان فقط: السمع والبصر. وحتّى في المقال، أمّا التحقيق فتُستعمل فيه عدّة حواس: السمع والبصر واللسان وما يسمّى بالحاسّة السادسة.
ففي النظر: مشاهدتك لغارة طائرةٍ ما.
أمّا السمع: فكأن تسمع عن حادثةٍ أو حدثٍ ما، مشكلةٍ ما.
واللسان: عند تحاور آخرين بطريقةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ (مخابراتيّةٍ،تحرّيّةٍ...).
والحاسة السادسة: هي المعروفة بالشعور بالحدث قبيل حصوله.
1- آلة التسجيل: هي التي تحفظ جوّ التحقيق، فقد تُستعمل علنًا بعد استئذان المُحاوَر، أو سرًّا، وهي الطريقة الأنجح والأهم.
2- آلة التصوير مع خبرةٍ في التصوير وتوابعها.
3- المفكّرة الدائمة لتدوين ملاحظاتٍ، معلوماتٍ، وانطباعاتٍ مفاجئةٍ.
• مصادر التحقيق:
1- تواريخ المناسبات السياسيّة والدينيّة والمدوّنة في المفكّرة الدائمة.
2- متابعة الأخبار اليوميّة والنشاطات (أحداث، زيارات، احتفالات...) والمقصود بالأخبار اليوميّة...
3- الأرشيف (أرشيف الصحف والمجلّات والمعلومات) فيكون التحقيق مُدعمًا بالمعلومات.
4- مقابلاتٌ مع أشخاصٍ، إمّا معنيّين بموضوع التحقيق، أو مقابلةٌ شخصيّةٌ مع جمهورٍ عاديٍّ.
5- المقابلات الميدانيّة.
6- الانتقال من مكانٍ إلى مكانٍ: السفر، الزيارات، الرحلات... وهي علاقاتٌ مع مصادر معلوماتٍ، وتحتاج إلى انتقالٍ من منطقةٍ إلى منطقةٍ أخرى.
إعلام
1606قراءة
2016-01-10 11:12:42