وتخرَّجَ بشهادة الفساد !!
يقولون أن الانسان سجين هذه الدنيا، مهما كانت فعاله واعماله، والطفل عادة يكون سجين عائلته (بالمعنى الايجابي) يترعرع بين أحضانها إلى أن ينضج ويكبر ويتعرف أكثر على هذه الحياة ويواجهها ويتعلم من تجاربه الخاصة وتجارب الآخرين . لكن هناك بعض الأطفال الذين تسربوا من بين احضان العائلة إلى احضان الدوامة السوداء التي جرفتهم نحو الإصلاحيات والسجون المخصصة لهم . من هنا كبرت الفاقة وكثرت أعباء المجتمع ومن يتحمل مسؤوليتهم ويحمل همهم، فكانت اصلاحيات الأحداث المكان الذي يضم ويحتضن هؤلاء الفتية والفتيات .
اصلاحية أم افسادية ؟!
تتعدد الاصلاحيات وتتنوع وكل اصلاحية لها ادارتها ومسؤوليها ولذلك تختلف مهام كل اصلاحية حسب هذه الادارة وطبيعة العمل فيها .
من هنا نلحظ وجود بعض الثغرات في عمل بعض الاصلاحيات، فتارة نرى الاصلاحية مكانا ً لتهذيب الحدث وتعليمه وتثقيفه وتوعيته على هذه الحياة، وتارة نراها ذات ابعاد تضر بالحدث اليافع وتودي به نحو الجريمة واقتراف الجنايات والجنح التي يحاسب عليها المجتمع (العائلة والأقارب والأعراف) بالدرجة الأولى ثم القانون والروابط الاجتماعية الأخرى .
الدوافع والغايات :
قد يقترف الحدث داخل الاصلاحية الكثير من اعمال الشغب والعادات السيئة والجنح والجنيات قد تصل إلى الجرائم أحيانا ً (حسب حالة الحدث وظروفه الشخصية والخارجية)، والسبب يعود إلى عدة أمور :
- طبيعة الحدث وشخصيته العدوانية وطريقة تفكيره .
- ظروف العائلة التي تؤثر عليه حتى وإن كان داخل الاصلاحية .
- ادارة الاصلاحية والموظفين فيها ( المعاملة السيئة والتأنيب والاهمال والقدح والذم ...)
- زملائه في الاصلاحية من رفاق سوء .
- تهديدات قد تطاله وتدفعه للقيام بهذه الأعمال وتجبره على اقتراف جنح معينة لمصالح وغايات شخصية .
- غياب رقابة الدولة والاهتمام من قِبَل الجمعيات التي تُعنى بهذه الأمور .
- عدم مراعاة فوارق العمر والجنس ودمج جميع الأحداث في مكان واحد .
- عدم مراعاة جنح وجنايات الأحداث والجرائم ودمجهم جميعا ً في مكان واحد .
كيف نحميه ؟!
لوقاية الحدث في الاصلاحية من ارتكاب جنحة او اي عمل افسادي آخر يمكن للاصلاحية والفرد والمجتمع ككل اعتماد خطوات ووسائل تساعده على حمايته من نفسه ومن الآخرين :
- تأمين ادارة جيدة تهتم بأمور الأحداث وتحمل همهم وتساعدهم على تحسين ظروف حياتهم وتهذيبها .
- اهتمام الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التي تُعنى بأمور الأحداث في الاصلاحيات وأمور الشباب بشكل عام .
- وضع نظام مدروس ومخطط له في تقسيم الأحداث حسب العمر والجنس (فصل الكبار عن الصغار وفصل الفتية عن الفتيات) ونوع الجنحة او الجرم او الجناية التي دخل بسببها الى الاصلاحية .
- تحسين الاصلاحية من حيث النظام والقانون فيها ومن حيث المبنى والهيكل الخارجي وتقسيم الغرف والأسرَّة .
- دمج الأحداث في أنشطة المجتمع وفعالياته واشراكهم في الأنشطة الرياضية والمغامرات والاستكشافات بشكل خاص .
- اخضاعهم للعلاج النفسي لمن يتمتع بشخصية عدائية .
تنمية مجتمع
1184قراءة
2016-01-06 11:11:53