العدالة الاجتماعيّة وحقوق الفقراء مع أمير المؤمنين
أكّد الإمام(عليه السلام) على مراعاة حقوق الطبقة المحرومة (وهم الفقراء) في كلماته كثيرًا وبصورة قلّما نجد نظيرًا لها.
والسرُّ في اهتمام الإمام(عليه السلام) بهؤلاء هو أنّهم فقراء ومحتقرون، لا يعبأ بهم أحد من النّاس، ولا يفكر أحد بهم ولا يذكرونهم في أيّ مكان، لذا أمر(عليه السلام) ولاته وعمّاله التفكير بشأنهم والبحث عنهم، واستقصاء أخبار معيشتهم، وعدم اعتبار ذلك أمرًا بسيطًا، لأنّ ما يراه المسؤولون بسيطًا وتافهًا يراه المستضعفون مصيريًّا ومهمًّا.
يقول الإمام علي(عليه السلام) مذكّرًا أحد ولاته وهو مالك الأشتر بحقوق الفقراء والمساكين والمستضعفين: "ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَالْمُحْتَاجِينَ وَأَهْلِ الْبُؤْسَى وَالزَّمْنَى فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعًا وَمُعْتَرًّا وَاحْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ...".
وهذه الطبقة لها حصّة في الأموال العامّة وبيت مال المسلمين لا يجوز تضييعها في كلّ الأحوال، وينبغي تلبية حاجاتها على أساس العدالة الإسلاميّة والإمكانات المتوفّرة لدى الدولة، يقول الإمام(عليه السلام) مؤكّدًا هذه الحقيقة التامّة: "مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَبًا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ وَأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالًا عَلَى اللَّهِ".
من هذا البيان المتقدّم يتّضح لكلّ عاقلٍ وذو بصيرةٍ بأنّ أراء الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) تُعتبر مقياسًا يجب على كلّ النّاس التفكير والعمل وفقها والتي يمكن اعتبارها في هذه المسألة المهمّة أبرز نموذج لمعرفة معنى العدالة الاجتماعيّة ومراعاة المساواة بين النّاس، وفي العدالة التي يجب أن تحكم علاقة الحكومات بشعبها. لأنّ حكومة الإمام علي(عليه السلام) كانت أعدل حكومةٍ عرفها التاريخ الإسلاميّ، بل التاريخ البشريّ.
منقول للفائدة
تنمية مجتمع
1381قراءة
2016-01-06 11:51:43